نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 257
وهي تبغي منكم أنت والشيوخ
المقيمين على شط البحر وساحل الخليج ألا تفعلوا شيئا من الحركات حتى بعد نشوب
الحرب)[1]
وقد وافق ابن سعود على رسالة
مبارك بالوقوف مع بريطانيا، وأن أمره تابع لأمر مبارك، وأنه لا يخالف أمره، وأن
موقفه مع بريطانيا معروف، وأنه لا يتخذ أمرا إلا بعد إعلام وكيلها السياسي في
الكويت[2].
وقد عبر فرومكين عن هذا بقوله:
(لقد عبر ابن سعود لشكسبير، كما فعل عبد الله بن الشريف حسين في القاهرة، عن
استعداده لكي تصبح إمارته دولة زبونة لبريطانيا.. وما إن نشبت الحرب حتى رأت الهند
نفسها حرة في دعم صاحبها ابن سعود، ووجدت في الوقت ذاته أن القاهرة كانت تدعم منافسه
في مكة، كانت الهند تعتقد أنه إذا ما انقلب العرب يوما على الحكومة العثمانية فيجب
أن يقود هذه الثورة ابن سعود، ولكن في ديسمبر 12/1914م رأى نائب الملك في الهند أن
عملا كهذا سابق لأوانه، بينما اتخذ كيتشنر وأتباعه في الخرطوم نظرة معاكسة فتطلعوا
إلى الشريف حسين باعتباره حليف بريطانيا الهام)[3]
وللأسف، فإن كل هذا لا يذكر،
ويذكرون فقط الدولة الصفوية بكونها هي وحدها من تسبب في سقوط الدولة العثمانية،
وحرم المسلمين من فتح العالم، مع العلم أنه في ذلك الوقت الذي قامت فيه تلك
التحالفات بين العرب والإنجليز، وخصوصا في المناطق التي كان ينتشر فيها الوهابيون،
على مواجهة الدولة العثمانية، رفض علماء الشيعة ذلك التحالف، وأصدر علماء النجف
فتواهم الشهيرة بذلك، يحرمون فيها الوقوف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية،
ويوجبون (الاتفاق مع المسلمين في درء خطر هذا الغزو، لأن حكم الدين لا يفرق
[1]
الاحتلال البريطاني للبصرة سنة 1914م، وموقف علماء السنة ومراجع الشيعة.