نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245
وبعد أن ذكر كل هذا الصراع الذي
حصل في عهد سلطان واحد، والذي لم يكن للصفويين أي علاقة به، قال: (بعد هذا هدأت
الأمور في الدولة العثمانية وبدأ السلطان في التخطيط لسياسة الجهاد في أوروبا)[1]
ولست أدري كيف يمكن تسمية أمثال
هؤلاء المجرمين الذين قضوا حياتهم في الصراع مع أقرب الناس إليهم مجاهدين، وهم لا
يختلفون عن داعش والنصرة وكل الحركات الإرهابية.
5 ـ ما موقف علماء المدرسة السلفية من العثمانيين؟
من أخطر أنواع التضليل التي يقوم
بها الغارقون في أوحال الطائفية من السلفيين والحركيين وغيرهم، والذين يعتبرون
الصفويين السبب الأكبر في كل ما نزل بالأمة من مصائب وتخلف، إغفالهم لأسلافهم من
العلماء الذين لم يقفوا مواقف حيادية فقط من الدولة العثمانية، وإنما راحوا يسلطون
عليها نفس السيف الذي يسلطونه الآن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو سيف
التكفير.
وهو سيف لا يكتفون فيه بالأحكام
النظرية، وإنما يدعون بموجبه للقيام بأي حركة تقوض بناء الدولة العثمانية، وتقضي
عليها، لأنها في نظرهم دولة جاهلية، ولذلك فإن موقفهم منها لا يقل عن موقف
الصفويين، وإن كان يختلف عنه في كون موقف الصفويين موقفا سياسيا، بخلاف موقفهم
الذي ألبسوه لباس الدين.
ولا يزال السلفيون يعتقدون هذا
الأمر، وإن كانوا لا يظهرونه، باعتبار الحرب الآن مسلطة على إيران، وليس من
المصلحة استعداء أعداء آخرين، لأنهم يريدون من المسلمين أن تجتمع أحقادهم على
إيران وحدها، ولو أنهم ذكروا ما قاله سلفهم وخلفهم في
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 201)
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245