نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
ثم سار به من القاهرة في ثالث رجب يريد أخذ دمشق من عمّه العادل بعدما
قبض على عدّة من الأمراء، وقد توجه العادل إلى ماردين، فحصر الأفضل دمشق، وقد بلغ
العادل خبره فعاد وسار يريده حتى دخل دمشق، فجرت حروب كثيرة آلت إلى عود الأفضل إلى
مصر بمكيدة دبّرها عليه العادل، وخرج العادل في أثره، وواقعه على بلبيس فكسره في
سادس ربيع الآخر سنة ست وتسعين)[1]
أظن أن تحليل هذا النص وحده كاف للتعريف بتلك الآثار التي خلفها البطل
الكبير صلاح الدين الأيوبي في البلاد الإسلامية.. وحتى تفهموا كيف وصلت شهوة
السلطة لدى أسرة صلاح الدين أعيدوا قراءة هذه العبارة التي ذكرها المقريزي: (وأقام
العادل بدمشق حتى مات العزيز.. فأقيم بعده ابنه السلطان الملك المنصور ناصر الدين
محمد، وعمره تسع سنين وأشهر بعهد من أبيه)
هل هذا هو الحكم الإسلامي يا من تتغنون كل حين بصلاح الدين، وتطلبون
عودته، وتطلبون معه عودة الشريعة الإسلامية للحكم.. هل أوصانا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بأن نبايع لابن تسع سنين، إرضاء لوالده.. ونقيم الحروب من أجل حماية عهدنا
وبيعتنا؟
ألم يعتبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كل ذلك من الحكم
الظالم المستبد، فقد ورد في الحديث الشريف: (إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة
وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب المال وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان)[2] ؟
6 ـ صلاح الدين.. وإعادة القدس للصليبيين:
لا أريد بعد كل
هذا أن أنسى دور صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس؛ فنحن مطالبون بأن نشهد
بالعدل، وقد قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ
لِلَّهِ شُهَدَاءَ
[1]) المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار (خطط المقريزي) 3/409.
[2]
رواه الطبراني في الأوسط، ( مجمع الزوائد) (7/ 274)
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24