نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
لقد ذكر كل
المؤرخين هذا، فلا تتهربوا.. ولا تحاولوا أن تحتالوا على أنفسكم، فالحقيقة لا يمكن
تغطيتها، ولا الهروب منها، فلكل جريمة آثارها..
لقد قال ابن
كثير يذكر ذلك: (ثم شرعت الأمور بعد موت صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع هذه
الممالك)[1]
وقال بعض
المعاصرين من المغرمين بصلاح الدين الأيوبي في مقال له بعنوان [وفاة صلاح الدين
الأيوبي.. محرر القدس]: (ترك صلاح الدين بعد وفاته في عام (589هـ) دولة واسعة
الأرجاء، وسبعة عشر ولدًا وبنتًا واحدة، وكان صلاح الدين قد وزَّع خلال حياته
السياسية البلاد الواقعة تحت سيطرته على أفراد عائلته؛ مانحًا إياهم سلطات فعلية
لممارسة السيادة؛ فتقاسم هؤلاء التركة الصلاحية بعد وفاته في ظل ما حدث من
المؤامرات والحروب بينهم، إذ أن كلاًّ منهم يطمع في أن يكون نصيبه يضارع نصيب جاره
أو يفوقه، بالإضافة إلى تَزَعُّمِ العائلة الأيوبية)[2]
ثم ذكر هذا
المغرم العاشق لصلاح الدين محرر القدس بعض ما حصل بعد وفاته، فقال: (وقد أخذت
الجبهة الإسلامية في التداعي بعد وفاة صلاح الدين عام (589هـ)، ولم تلبث أن نشبت
حرب الوراثة بين أبناء البيت الأيوبي، فاتفق أمراء الشام على ألا يعترفوا بسيادة
العزيز عثمان صاحب مصر الذي اتصف بالطموح السياسي، وزعم أن له السيادة عليهم
جميعًا، وكان هذا الرفض نابعًا من أهمية دور دمشق في توجيه السياسة الأيوبية، غير
أن الأفضل عليّ صاحب دمشق اتصف بسوء السيرة؛ فقد احتجب عن الرعية، واشتغل بلهوه
مما أدى إلى كراهية الناس له؛ فقد وضع ثقته في وزيره ضياء الدين بن الأثير، فأساء
التصرف في أمور الرعية، وخالف نهج والده في الحكم؛ فأقصى أمراء والده ومستشاريه
بتأثير من