نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
للشكوى من تظلمهم. فلم يأت ذلك
بطائل. وصدر مرسوم جديد في 12/ 3 / 1524 م يحتم تنصير كل مسلم بقي على دينه وإخراج
كل من أبى التنصير من إسبانيا، وأن يعاقب كل من أبى التنصير أو الهجرة في المهلة
الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تحول جميع المساجد الباقية إلى كنائس. فأرسل
المورسكيون وفدًا إلى الملك بمجريط (التي أصبحت عاصمة إسبانيا الجديدة) يلتمسون
منه من جديد حمايته وعدله ويستغيثون به. فانتقل كارلوس الخامس في يونيو عام 1526 م
إلى غرناطة وبقي فيها إلى غاية ديسمبر من نفس السنة لمتابعة الموضوع بنفسه وإيجاد
حل له، فندب الملك محكمة كبرى مكونة من النواب والقساوسة والقادة وقضاة التفتيش
برئاسة المفتش العام لتنظر في ظلامة المورسكيين، ولتقرر فيما إذا كان تنصير المسلمين
قسرًا صحيحًا وملزمًا أم لا. فإذا كان هذا التنصير صحيحًا عوقب المخالف بالموت
حرقًا كمرتد. وقد قدمت المحكمة تقريرها في سبتمبر عام 1526 م أكدت فيه أن
المورسكيين هم فعلاً ضحية اعتداءات متواصلة من طرف النصارى القدامى الذين يشتمونهم
في الطرقات ويستغلونهم شر استغلال ويهينونهم رجالاً ونساء دون حماية القانون. لكن
المحكمة قررت كذلك أن تنصير المسلمين القسري صحيح ولا طعن فيه)[1]
ومما سنه ذلك الملك من قوانين:
(أن تبقى بيوت المورسكيين مفتوحة على الدوام ليرى الجميع ماذا يجري فيها، وأن تزيل
المورسكيات حجابهن) [2]
ولكن مع ذلك لم يفروا بدينهم من
الفتن، وإنما استمر بقاؤهم فيها، واستمر أولئك الذين لا يقرؤون القرآن في تشجيعهم
على ذلك، ولذلك راح الإسبان في كل مرة يستعملون وسائل جديدة، ويطلبون أموالا
كثيرة، وقد ذكر الكتاني ذلك، فقال: (ثم التمس المورسكيون