نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168
حقهم الشهود، ووقفت بأبوابهم
العلماء، وتوسلت إليهم الفضلاء، وهم ما بين محبوب، وبربري مجلوب، ومجند غير محبوب،
وغفل ليس في السراة بمحسوب، ما منهم من يرضى أن يسمى ثائراً، ولا لحزب الحق
مغايراً، وقصارى أحدهم يقول: (أقيم على ما بيدي، حتى يتعين من يستحق الخروج به
إليه)، ولو جاءه عمر بن عبد العزيز لم يقبل عليه، ولا لقي خيراً لديه. ولكنهم
استوفوا في ذلك آجالا وأعماراً، وخلفوا آثاراً، وإن كانوا لم يبالوا اغترارا، من
معتمد ومعتضد ومرتضى وموفق ومستكف ومستظهر ومستعين ومنصور وناصر ومتوكل)[1]
وقد عبر عن هذا المعنى الذي ذكره
ابن الخطيب أبو
الحسن بن رشيق القيرواني، فقال[2]:
مما يزهدني في أرض أندلس.. أسماء
مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها..
كالهر يحكي انتفاخاً صَوْرَة الأسد
كما عبر عنه ابن حيان، والذي
عاصر تلك الفتن، فقال في مقدمة تاريخه الكبير: (فركبت سنن من تقدمني، فيما جمعت من
أخبار ملوك هذه الفتنة البربرية، ونظمته وكشفت عنه، وأوعيت فيه ذكر دولهم
المضطربة، وسياستهم المنفرة، وأسباب كبار الأمراء المنتزين في البلاد عليهم، وسبب
انتقاض دولهم، حال فحال بأيديهم، ومشهور سيرتهم وأخبارهم، وما جرى في مددهم
وأعصارهم، من الحروب والطوائل، والوقائع والملاحم، إلى ذكر مقاتل الأعلام
والفرسان، ووفاة العلماء والأشراف، حسب ما انتهت إليه معرفتي ونالته طاقتي)[3]