نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
ولو أنهم نفذوا تعليماته a المرتبطة بتحريم اغتصاب الأراضي،
ومنها قوله a: (من أخذ
شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين)[1]
وفي حديث آخر قال a: (من أخذ شبرا من الأرض بغير حق خسف
به يوم القيامة إلى سبع أرضين)[2]
فهذه الأحاديث الشريفة تحرم
اغتصاب الأراضي مطلقا، سواء كانت ملكا لمسلم، أو غير مسلم، ما دام غير محارب ولا
مغتصب لأراضي غيره، ولم يكن الأندلسيون محاربين للمسلمين، وإنما استنجدوا بهم فقط،
والمنجد لا يجوز له أن يأخذ ما ليس له، وإنما يكتفي بنجدته.
بناء على هذا سأذكر هنا ما حصل
إبان فتح المسلمين للأندلس، ودوافعهم لذلك، لا من خلال كتابات (خوان غويتسولو)، أو
(كلاوديو سانشيث البرنوث)، أو (إميليو جاريا جومث)، أو (أنطونيو غالا)، أو
(أنطونيو مونيوز مولينا).. وغيرهم من المستشرقين.. وإنما من خلال ما كتبه الطبري
والذهبي وابن كثير والمقري وغيرهم من المؤرخين المسلمين، وفي المصادر المعتمدة
للتاريخ.
وسأكتفي هنا بنماذج مما ذكره
المؤرخ الإسلامي الكبير، والمعتمد لدى المدرسة السلفية، شمس الدين الذهبي
(المتوفى: 748هـ) في كتابه الشهير [تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام]، ولمن
شاء أن يتأكد من النصوص التي أذكرها يمكنه الرجوع إليه، وسيرى أني حاولت أن ألطف
الأمر كثيرا، وأن الأمر أخطر بكثير مما أذكره.
وقد بدأ الذهبي كعادته في
التأريخ المرتبط بالفتوح بالتعريف بالمحل الذي تحقق فتحه، وقد قال في ذلك: (وافتتح إقليم الأندلس، وهي
جزيرة عظيمة متصلة ببر القسطنطينية