نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110
وقلب حاضر ونظر ثاقب، إذ من الجن
من يفر ويهرب، وقد يترك الجسم ويخرج عند نزول الضرب عليه، فيقع الضرب على المريض
فيشعر به، وهذا واقع مشاهد)[1]
2 ـ المتوكل.. والتنفير من الدين:
لم يكتف المتوكل ومن شايعه من
رافضة الدين المحمدي الأصيل، والمتبعين لأهواء التجسيم والتشبيه، بتلك التحريفات
التي حرفوا بها الدين، وحولوه من دين العلم والعقل والحضارة إلى دين الجهل والدجل
والتخلف، بل أضافوا إلى ذلك تلك المعاملات القاسية التي عاملوا بها غير المسلمين،
لينفروهم من الإسلام، وليضربوا سماحته في الصميم.
وللأسف فإن شيعة المتوكل
المعاصرين، يثنون عليه ممارسته لتلك السلوكات، ويعتبرونها رمزا للولاء والبراء،
ويضربون بها المثل في التطبيق المثالي للإسلام مع المخالفين.
وقد سبقهم إلى ذلك ابن القيم
الذي عقد فصلا خاصا بالمتوكل، وموقفه من أهل الذمة، قال فيه: (وأما المتوكل فإنه
صرف أهل الذمة من الأعمال، وغير زيهم في مراكبهم وملابسهم)[2]، واعتبر ذلك من حسناته.
ثم ذكر السبب الذي جعله ينتهج
هذا المنهج معهم، فذكر أن شيخا من الصالحين لقيه في الحج، ربما لا يختلف كثيرا عن
الحويني أو محمد حسين يعقوب أو غيرهم، ممن لا نزال نراهم، وقال له ناصحا: (قد
اكتنفت دولتك كتاب من الذمة أحسنوا الاختيار لأنفسهم، وأساءوا الاختيار للمسلمين
وابتاعوا دنياهم بآخرة أمير المؤمنين، خفتهم ولم تخف الله وأنت مسئول عما اجترحوا
وليسوا مسئولين عما اجترحت، فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك، فإن أخسر الناس صفقة يوم
القيامة من أصلح دنيا غيره بفساد آخرته، واذكر ليلة تتمخض