نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
من البحث العقلي.
وما ورد في الرواية أيضا يشير
إلى أن الأموال والمناصب كانت تغدق على من يتبنى أمثال تلك الأفكار، وهو ما ساهم
في انتشارها، فالناس ـ كما يقال ـ على دين ملوكهم.
وقد أشار الخطيب البغداد إلى
هذا، فقال: (سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان
فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد
الله، وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بني عبس وكانا من حفاظ
الناس، فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس
وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث
في الرؤية، فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له
منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس، فأخبرني حامد بن العباس أنه كتب عن
عثمان بن أبي شيبة، وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدما من
أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا)[1]
ونحب أن نذكر أن عثمان بن محمد
بن أبي شيبة هو صاحب كتاب العرش، المملوء بأحاديث التجسيم والخرافة، والذي لقي
عناية كبيرة من المدرسة السلفية الحديثة، ومن الروايات الواردة فيه، والتي كان
ينشرها في عهد المتوكل ما أورده في تفسير قوله تعالى: { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ} (هود:7) من روايات، ومنها: (ثم رفع بخار الماء ففتقت منه السموات، ثم
خلق النون فدحيت، الأرض على ظهر النون، فتحرك فمادت، فأثبتت بالجبال، فإن الجبال
لتفخر عليها)[2]، وهي المعلومات التي لا يزال الكثير يتبناها، وعلى أساسها ينكر
المعلومات الفلكية الحديثة.