responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 381

حركات على وزنها باليد والرجل والرأس)[1]

قلت: ذلك ليس غريبا، فباختلاف المعنى يختلف التأثير.

قال: لا أقصد ذلك.. بل أقصد الأصوات لا المعاني، ألم تسمع ما قيل من أن من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج.

ثم كيف تقول هذا؟ ألا ترى الصبى في مهده كيف يسكنه الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه؟

بل إن الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر لقوة نشاطه في سماعه المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه، فتراها إذا طالت عليها البوادي واعتراها الإعياء والكلال تحت المحامل والأحمال إذا سمعت منادى الحداء تمد أعناقها، وتصغى إلى الحادي ناصية آذانها، وتسرع في سيرها حتى تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها، وربما تتلف أنفسها من شدة السير وثقل الحمل، وهي لا تشعر به لنشاطها.

قلت: هذا عجيب، وهل ذلك ممكن؟

قال: أجل.. ألم تسمع ما حكى أبوبكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالرقي، فقد قال: كنت بالبادية، فوافيت قبيلة من قبائل العرب، فأضافني رجل منهم، وأدخلني خباءه، فرأيت في الخباء عبدا أسود مقيدا بقيد، ورأيت جمالا قد ماتت بين يدي البيت، وقد بقى منها جمل، وهوناحل ذابل، كأنه ينزع روحه، فقال لي الغلام:(أنت ضيف، ولك حق فتشفع في إلى مولاي، فإنه مكرم لضيفه، فلا يرد شفاعتك في هذا القدر فعساه يحل القيد عني)

فلما أحضروا الطعام امتنعت وقلت:(لا آكل ما لم أشفع في هذا العبد)، فقال:(إن هذا العبد قد أفقرني وأهلك جميع مالي) فقلت:(ماذا فعل؟) فقال:(إن له صوتا طيبا، وإني كنت


[1] الإحياء: 2/275.

نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست