يحاول هذا
الكتاب أن يقدم ردا علميا مفصلا على أخطر الجرائم التي نسبت للإسلام، ولرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهي تلك المجزرة التي يذكر المؤرخون وأصحاب السير حصولها في غزوة بني قريظة،
وتم فيها ـ كما يذكرون ـ إبادة الرجال، واستحياء النساء والأطفال، ثم بيعهم
والمتاجرة بهم.
وهي للأسف تضع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم زورا وبهتانا، في نفس الخانة التي يوضع فيها
السفاحون والمجرمون والقتلة، ولذلك لا نستغرب احتلالها مساحات هائلة من كتب
المستشرقين والمبشرين والحداثيين والمستغربين وكل أعداء الدين، فهي فرصتهم الكبرى
لتشويه الإسلام، وتبيين مدى دمويته.
ومن الأمثلة على
ذلك قول [وليم موير] [1]
(1819- 1905م)، وهو يصور هذه الحادثة تحت عنوان (الحكم الدموي الحزين)، حيث قال:
(كان مشهد نطق الحكم على بني قريظة جديراً بالتصوير بريشة رسام، في الخلفية جيش
المدينة عيونهم على الغنائم والأشياء المنزلية، والدروع، والطيور الجميلة، وفي ركن
الصورة مجموعات من مئات اليهود، أيديهم إلى ظهورهم، والكآبة واليأس المشؤم على
وجوههم، وعن يسارهم النساء والأطفال الضعاف، مرعوبين من الإرهاب، أو محمومين من
الحزن) [2]
وقال آخر يصفها،
ويستثمرها أبشع استثمار: (ثم بعثوا إلى محمد يطلبون
منه أن يرسل
[1] مستشرق ومبشر وموظف إداري تعلم
الحقوق في جامعتي جلاسكو وأدنبرة، عين في الإدارة المدنية لشركة الهند الشرقية في
أقرا بالهند منذ عام 1847م، وأثناء ذلك تعلم العربية وعني بالتاريخ الإسلامي ، ثم
أُختير رئيساً لجامعة أدنبرة (1885-1902 م) من كتبه [حياة محمد والتاريخ
الإسلامي] انظرك عبد الحميد صالح حمدان : طبقات المستشرقين ، ص 203..
[2]
William Muir :Life of Mohammed from
the original sources
،4\274.