بأمه، فقال لي
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية.
إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل،
وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)[1]
النموذج الثاني:
وهو نموذج يصور رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بصورة العاجز الذي يبذل جهده لعلاج سعد، لكنه لا يستطيع ذلك، مع أنه يمكنه أن يدعو
له، مثلما فعل مع غيره، أو يدعو له طبيبا ليقوم بدله بذلك، وهذه الرواية تقول:
(رمى يوم الأحزاب سعد بن معاذ، فقطعوا أكحله، فحسمه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالنار، فانتفخت يده، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فنزفه، فلما رأى ذلك، قال: (اللهم
لا تخرج نفسى حتى تقر عينى من بنى قريظة)، فاستمسك عرقه، فما قطر قطرة، حتى نزلوا
على حكم سعد، فأرسل إليه، فحكم أن تقتل رجالهم، ويستحى نساؤهم وذراريهم، ليستعين
بهم المسلمون، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أصبت حكم الله فيهم)، وكانوا
أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات)[2]
وهذه الرواية
بالإضافة إلى ما فيها من اضطراب في عدد القتلى مقارنة بغيرها من الروايات، ترمي
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بتهم عظيمة خطيرة؛ فهي تصوره بصورة الذي
يفشل في علاجه كل مرة، في نفس الوقت الذي تصور فيه سعد بن معاذ مستجاب الدعوة،
وأنه بمجرد دعائه تحقق له ما لم يتحقق لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسه، بالإضافة إلى أن هناك رواية أخرى ذكرها ابن
حجر العسقلاني في كتابه [الإصابة في تمييز الصحابة] تدل على أن رفيدة الأسلمية كانت
حكيمة في علاجها لسعد، ذلك أنها عندما رأت انغراس السهم في صدر سعد تصرفت