والله قالت: قلت
لها: ويلك، مالك؟ قالت: أُقتل، قلت: ولم؟ قالت: لحدث أحدثته، قالت: فانطلق بها،
فضربت عنقها، فكانت عائشة تقول: فو الله ما أنسى عجبا منها، طيب نفسها، وكثرة
ضحكها، وقد عرفت أنها تقتل)[1]
والعجيب في هذه
الرواية أن المرأة مع صداقتها لنساء المؤمنين لم تتوسل لهم ليتوسطوا لها، فيعفو
عنها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، كما فعل مع غيرها، مما ذكروه في الروايات،
أما الحدث الذي أحدثته، وهو طرحها الرحا على خلاد بن سويد، وقلته، فقد فعل
المشركون وغيرهم ما هو أكثر منه في القتال، لكنه لم يعاقبهم باعتبارهم أسرى.
النموذج الرابع:
ويتمثل في العزة
التي حاولت الروايات وصف يهود بني قريظة بها، حتى أنهم لم يكلفوا أنفسهم كتابة
قصيدة واحدة يستدرون بها عطف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
كما فعل كبار المجرمين من قريش وغيرها معه، ولم يحاولوا أن يتقربوا لأي مسلم أو
منافق ليشفع لهم مثلما حصل في غزوة بني النضير، وغيرها.
بل إنهم يصورون
رفضهم لمن يريد أن يشفع لهم، ومن أبطالهم في هذا (الزبير بن باطا)، والذي حكى ابن إسحاق قصته، فقال:
(وقد كان ثابت بن قيس بن الشماس، كما ذكر لي ابن شهاب الزهري، أتى الزبير بن باطا
القرظي، وكان يكنى أبا عبد الرحمن ـ وكان الزبير قد من على ثابت بن قيس بن شماس في
الجاهلية ذكر لي بعض ولد الزبير أنه كان من عليه يوم بعاث، أخذه فجز ناصيته، ثم
خلى سبيله ـ فجاءه ثابت وهو شيخ كبير، فقال: يا أبا عبد الرحمن، هل تعرفني؟ قال:
وهل يجهل مثلي مثلك، قال: إني قد أردت أن أجزيك بيدك عندي، قال: إن الكريم يجزي الكريم،
ثم أتى ثابت بن قيس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: يا رسول