يحاول هذا
الكتاب أن يقدم ردا علميا مفصلا على أخطر الجرائم التي نسبت للإسلام، ولرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، زورا وبهتانا، وهي تلك المجزرة التي يذكر المؤرخون
وأصحاب السير حصولها في غزوة بني قريظة، وتم فيها ـ كما يذكرون ـ إبادة جميع
الرجال، واستحياء النساء والأطفال، ثم بيعهم والمتاجرة بهم.
وقد اعتمد
مجموعة أدلة يؤدي بعضها إلى بعض.. وهي مقسمة إلى الأصناف التالية:
أولا ـ المجزرة
.. والتصنيف الديني: وفيه بيان سبب قبول أكثر العلماء لهذه المجزرة على الرغم من
ضعف أدلتها واضطرابها، وهو تصنيفهم لها باعتبارها حدثا تاريخيا، والتساهل في نفس
الوقت مع أمثال هذه الأحداث، ولو أنهم صنفوها ضمن العقائد أو الفقه، لما قبلها
واحد منهم.
ثانيا ـ
المجزرة.. والتدليس اليهودي: وفيه الأدلة القاطعة على دور اليد اليهودية في إشاعة
الروايات المرتبطة بها ونشرها، واستغلال تساهل المحدثين في ذلك.
ثالثا ـ
المجزرة.. والفئة الباغية: وفيه الأدلة القاطعة على الارتباط بين رواة المجزرة
والفئة الباغية من بني أمية أو بني العباس، والذين راحوا يستثمرون هذه الحادثة في
تبرير جرائمهم.
رابعا ـ
المجزرة.. وحاكمية الشريعة: وفيه الأدلة القاطعة على كون أحداث المجزرة تتناقض
تماما مع النصوص القطعية التي تبين حاكمية الشريعة الإسلامية، وحاكمية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على الأمة، بخلاف ما يذكر رواة المجزرة من أن الحكم
فيها كان لسعد، والحاكمية فيها كانت للتوراة.