وهذا غير صحيح، فالحكم الذي صدر في حق
بني النضير وبني قيناع ونرى أنه صدر مثله على بني قريضة حكم قرآني صريح نص عليه
قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ﴾
[الحشر: 3]
ومثل ذلك تصوير اليهود بأنهم سبب ما حصل
من غزوات للمسلمين أيضا، يحمل الكثير من الأخطاء، ذلك أن أحقاد قريش على الإسلام
ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم تكن تقل عن أحقاد اليهود، ولذلك كان يمكن أن يقدموا على حربهم، حتى
ولو لم يؤلبهم أحد.
بالإضافة إلى ذلك كله؛ فإن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان
حريصا على سمعة الإسلام والمسلمين، ولذلك كان لا يبادر للقتل إلا للضرورة، ولو أنه
بدأ بقتل اليهود، لشان ذلك دعوته، وجعل الناس يتبعونه خوفا لا حبا، وقهرا لا
قناعة.
ب ـ حكم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في بني قينقاع:
وخيانة بنو
قينقاع وغدرهم وإيذاءهم للمسلمين لا يقل عما فعلته بنو قريظة، ومع ذلك لم يفعل بهم
a ما فعل ببني قريظة، وإنما اكتفى بإخراجهم
من المدينة المنورة، مثلما فعل مع بني النضير، وهو ما ذكره القرآن الكريم، وما يدل
على أنه هو القانون المطبق في مثل هذه المسائل.
ولا بأس أن أسوق
هنا كلاما لأبي الحسن الندوي، باعتباره من المصححين للروايات المرتبطة ببني قريظة،
فقد قال عند حديثه عن غزوة بني قينقاع: (وكان بنو قينقاع أول يهود، نقضوا ما بينهم
وبين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وحاربوا في بدر وأحد، وآذوا المسلمين،
فحاصرهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خمس عشرة ليلة،
حتّى نزلوا على حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، فأطلقهم
له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وكانوا سبعمئة مقاتل، وكانوا صاغة