الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا المعنى، ولما جاء من
الإذن في التحديث عن بني إسرائيل)[1]
بل إن عبد الله بن الزبير ـ وهو من الصحابة الذين تتلمذوا على
كعب الأحبار ـ يذكر ما استفاده من كعب، فيقول: (ما أصبت فى سلطانى شيئاً إلا قد
أخبرنى به كعب قبل أن يقع)، ويروون عن معاوية قوله: (ألا إنَّ أبا الدرداء أحد
الحكماء، ألا إنَّ عمرو بن العاص أحد الحكماء، ألا إنَّ كعب الأحبار أحد العلماء،
إن كان عنده علم كالثمار وإن كنا المفرطين)[2]
وهكذا يذكرون من فضائل عبد الله بن عمرو بن العاص ما عبر عنه
بقوله: (رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا
ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال: (تقرأ الكتابين التوراة والفرقان، فكان يقرؤهما)[3]
ثانيا ـ المجزرة.. وحاكمية الرسول a:
من الثغرات الكبرى التي تيسر معرفة مدى
التدليس الذي استعمله من أشاع رواية تلك المجزرة إخبارهم أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ترك وظيفته التي كلفه الله بها، وهي ولاية أمر المسلمين، والحكم فيما يحصل لهم،
وما يرتبط بذلك من وظائف، وتنازله عن ذلك كله لسعد بن معاذ، مع العلم أنه بشر عادي
غير مؤيد بالوحي؛ فهل يمكن أن يُترك حكم المعصوم، ويُلجأ إلى غير المعصوم؟