ومن أهم ما يقلل
من وثاقته، أو يجنب الاعتماد الكلي على رواياته، أو يدعونا إلى التشكيك فيما يعارض
القيم منها ذلك التقرب من الأمويين، والذين اعتبروه من أعوانهم الكبار، فقد روي أن
هشام بن عبدالملك أمر اثنين من كتابه بمرافقة ابن شهاب الزهري فرافقاه عاماً في
مجالسه التي يحاضر فيها، ثم أودع ذلك النقل خزانة هشام[1].
وروي أنه كان من
عمالهم، وأنه كان كاتبا لهشام
بن عبد الملك، ومعلما لأولاده، وقبل ذلك ذكر أنه كان له علاقة بأهل الكوفة الذين
خرجوا عن طاعة الإمام علي، وكانوا أهل عداوة له وبغض، وخذلوا عنه[2].
بالإضافة إلى
اتهامه بالتدليس، وهو أخطر من علاقته بالفئة الباغية، وقد وصفه بذلك كبار علماء
الحديث من أمثال الشافعي والدار قطني وغيرهما.
وقد قال عنه الذهبي:
(محمد بن مسلم الزهري الحافظ الحجة كان يدلس في النادر)[3]
وقال العلائي:
(محمد بن شهاب الزهري الإمام العلم مشهور به (أي بالتدليس) وقد قبل الأئمة قوله
(عن)[4]
وقال عنه ابن
حجر ـ بعد وضعه في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين: (محمد بن مسلم بن عبيد الله
بن شهاب الزهري الفقيه المدني نزيل الشام مشهور بالإمامة والجلالة
[2] ومعجم رجال الحديث ج 16 ص 182 ،
كشف الغمة ج 2 ص 317..
[3] ميزان الاعتدال، شمس الدين الذهبي،
ت748ه، دار المعرفة، بيروت، 6/235 .
[4] جامع التحصيل في أحكام المراسيل،
صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي العلائي (المتوفى:
761هـ)، المحقق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب – بيروت، الطبعة:
الثانية، 1407 – 1986، ص109 .