هو أبان بن
عثمان بن عفان (ت 101 – 105 هـ) كتب في المغازي، وكانت تقرأ عليه، ويأمر بتعليمها[2]،
وقد تتلمذ على يديه كثير من
المحدثين الأوائل كابن شهاب الزهري وابن إسحاق المطلبي.
وعلاقته ببني
أمية، وتقريبهم له من المتفق عليه، فقد كان من الموالين لبني أمية، ومن المشاركين في وقعة الجمل في حرب الإمام
علي، وقد تولى إمارة المدينة في أيام عبدالملك بن مروان[3]..
ولهذا نال الحظوة باعتباره
مصدرا من مصادر السيرة النبوية المطهرة، فقد قال ابن سعد وهو
يترجم للمغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث: (كان ثقة قليل
الحديث، إلا مغازي رسول الله k أخذها عن أبان بن عثمان)[4]
وقد روي أن
كتاباته في السيرة اعتمدت في ذلك العصر، فنسخت منها النسخ، وصارت مرجعا للرواة،
وهو ما ساهم في نشر الكثير من الروايات التي لا سند لها، ومنها مجزرة بني قريظة،
فقد ذكر ابن سعد أن المغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي لم يكن عند
خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخذها من أبان بن عثمان، فكان كثيراً ما
تقرأ عليه ويأمر أولاده بتعلمها)[5].
وروي الزبير بن
بكار أن أبان بن عثمان قال لسليمان بن عبدالملك عندما أمره بأن يكتب سيرة الرسول a ومغازيه،
قال له: (هي عندي قد أخذتها مصححة ممن أثق
[1] محمد بن صامل السلمي: منهج كتابة
التاريخ، دار ابن الجوزي ، السعودية، ص298..
[2] انظر : مصادر
السيرة النبوية، ضيف الله بن يحي الزهراني، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
بالمدينة المنورة، ص 46 .
[3] الطبقات
الكبرى، ابن سعد، بيروت، دار صادر، 5/152.