نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78
وضعته.. قالت حليمة: فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي. بما شاء الله
من لبن، فشرب حتى روي ثم شرب أخوه حتى روي ثم ناما. وقام زوجي إلى شارفنا فإذا
إنها لحافل، فحلب فشرب وشربت حتى انتهينا، وبتنا بخير ليلة. فقال صاحبي: تعلّمي يا حليمة
والله إني لأراك قد أخذت نسمةً مباركة ألم ترى إلى ما بتنا فيه الليلة من الخير
والبركة حين أخذناه؟ قلت:والله إني لأرجو ذلك.
قالت: ثم رجعنا وركبت أتاني وحملته عليها معي، فو الله لقد قطعت أتاني
بالرّكب حتى ما يتعلق بها حمار، حتى إن صواحبي ليقلن لي يا بنت أبي ذؤيب ويحك!
أربعي علينا أهذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟ فأقول نعم والله إنها لهي فيقلن:
والله إنّ لها لشأناً.. ثم قدمنا أرض بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله تعالى
أجدب منها، فكانت غنمي تسرح ثم تروح شباعاً لبّنا فنحلب ونشرب وما يحلب إنسانٌ
قطرة لبن ولا يجدها في ضرع، إن كان الحاضر من قومنا ليقولون لرعاتهم: ويحكم انظروا
حيث تسرح غنم حليمة فاسرحوا معهم. فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعاً
ما فيها قطرة لبن وتروح غنمي شباعاً لبّناً.
قالت: ولما دخلت به إلى منزلي لم يبق منزل من منازل بني سعد إلا شممنا
منه ريح المسك وألقيت محبته a في قلوب الناس حتى إنّ أحدهم كان إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه a فيضعها على موضع الأذى فيبرأ سريعاً بإذن الله
تعالى. وكانوا إذا اعتلّ لهم بعير أو شاة فعلوا ذلك[1].
[الحديث: 192] روي عن بعض من كان يرعى غنم حليمة أنهم كانوا يرون غنمها ما
ترفع برؤوسها وترى الخضر في أفواهها وأبعارها، وما تزيد غنمنا على أن تربض ما تجد
[1]
رواه ابن إسحاق وابن راهوية وأبو يعلى والطبراني وابن حبان، سبل الهدى:(1/ 386).
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78