[الحديث: 39] عن أبي هريرة قال: قال لي
رسول الله a: (ادع لي أصحابك)؛ فجعلت
أتتبعهم رجلا رجلا، فجئنا باب النبي a فاستأذنا فأذن لنا، فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مد من
شعير فوضع رسول الله a
عليها يده وقال: (كلوا باسم الله) فأكلنا ما شئنا وكنا ما بين السبعين إلى
الثمانين، ثم رفعنا أيدينا، فقال رسول الله a حين وضعت الصحفة: (والذي نفسي بيده
ما أمسى لآل محمد طعام)، قيل لأنس: كم كانت حين فرغتم منها؟ قال: مثلها حين وضعت
إلا أن فيها أثر الأصابع[2].
[الحديث: 40] عن واثلة بن الأسقع، قال: بعثني أهل الصفة إلى رسول الله a يشكون الجوع فالتفت في
بيته، فقال: (هل من شيء؟) قالوا: نعم، كسرة أو كسرتين وشيء من لبن فأتي به ففتوه فتا دقيقا، ثم صب عليه
اللبن ثم حلبه بيده حتى جعله كالثريد ثم قال: (يا واثلة، ادع عشرة من أصحابك)
ففعلت، فقال رسول الله a: (كلوا باسم الله من حواليها، وأبقوا رأسها فإن البركة
تأتيها من فوقها وإنها تمد) فرأيتهم يأكلون ويتخللون أصابعه حتى تمثلوا شبعا ثم
ذهبوا، فقال: (جيء بعشرة)، فقال لهم مثل ذلك، فأكلوا حتى شبعوا ثم قال: (هل بقي
أحد)، قلت: نعم، عشرة، قال: (جى بهم)، فقال لهم مثل ما قال لمن قبلهم فأكلوا حتى
شبعوا، وحتى انتهوا وإن فيها فضلة، فقمت متعجبا مما رأيت[3].
[الحديث: 41] عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال: عملت طعاما للنبي a ثم ذهبت به فتحرك به النحي
فأهريق ما فيه فقلت: على يدي أهريق طعام رسول الله a فقال
[1]
رواه أحمد، 1/ 305 ـ والبيهقي، سبل الهدى: 9/484.
[2]
رواه أبو جعفر الفريابي وابن سعد وابن أبي شيبة والطبراني، سبل الهدى: 9/486.
[3]
رواه الطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم وابن عساكر، سبل الهدى: 9/486.
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35