نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 64
واحد لتشهد للأجيال
القادمة أنها نتاج فكرة واحدة)[1]
ويذكر النشاط الكبير
الذي بذلته الجمعية في بناء المدارس في ذلك الوقت، فقال: (وتهافتت الأمة على بذل
الأموال لتشييد المدارس حتى أربت على الأربعمائة مدرسة، ولم أتخل بعد رئاستي
للجمعية وخروجي من المنفى عن دروسي العلمية للطلبة وللعامة)[2]
ثم يذكر موقف المستعمر
من هذا النشاط، فيقول: (ولما رأت فرنسا أن عقابها لي بالتغريب ثلاث سنوات لم يكف
لكسر شوكتي، وأنني عدت من المنفى أمضى لسانًا وقلبًا وعزيمة مما كنت، وأن الحركة
التي أقودها لم تزدد إلّا اتساعًا ورسوخًا، انتهزت فرصة نهاية الحرب ودبرت للجزائر
ثورة مفتعلة فقتلت من الشعب الجزائري المسلم ستين ألفًا، وساقت إلى المعتقلات
سبعين ألفًا معظمهم من أتباع جمعية العلماء، وألقت بي في السجن العسكري المضيق
تمهيدًا لمحاكمتي بتهمة التدبير لتلك الثورة، فلبثت في السجن سنة إلّا قليل، ثم
أخرجوني بدعوى صدور عفو عام على مدبري الثورة ومجرميها وكان من "زملائي"
في السجن الدكتور شريف سعدان- رحمه الله-، والصيدلي فرحات عباس والمحامي شريف حاج سعيد
وغيرهم)[3]
ثم يذكر النشاط المتزايد
الذي قام به بعد خروجه من السجن، فقال: (ولما خرجت من السجن عدت إلى أعمالي أقوى
عزيمة مما كنت، وأصلب عودًا وأقوى عنادًا، وعادت المدارس التي عطلتها الحكومة زمن
الحرب، وأحييت جميع الاجتماعات التي كانت معطلة بسبب الحرب، ومنها الاجتماع السنوي
العام، وأحييت جريدة (البصائر) التي عطلناها من أول الحرب باختيارنا باتفاق بيني
وبين ابن باديس لحكمة، وهي أننا لا
نستطيع تحت القوانين