نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 386
قوله عليه الصلاة والسلام : (علماء أمتي كأنبياء بني
إسرائيل)[1]؟ فقال : الجواب – والله الموفق بمنه وكرمه للصواب - أما ما
ذكرت من الحديث وهو علماء أمتي ... الخ فليس بحديث, نص عليه السيوطي في (الدرر المنتشرة في الأحاديث
المشتهرة) وسأل صاحب (الإبريز) شيخه – رضي الله
عنه – فقال له: ليس بحديث, وذكره من جهة الكشف
لأنه لا دراية له بعلم الحديث، وقوله حجة على غيره لأنه قطب – رضي الله تعالى عنه – كما صرح به صاحب الإبريز المذكور)[2]
بل إن المحدث الكبير العجلوني مع كونه مرجعا من مراجع التيار السلفي في
الحديث– نتيجة تأثره بالتصوف – يصحح هذا، ويحاول أن يستدل له، وقد قال في مقدمة
كتابه (كشف الخفاء): (والحكم على الحديث بالوضع والصحة أو غيرهما، إنما بحسب
الظاهرِ للمحدثين، باعتبار الإسناد أو غيره، لا باعتبار نفس الأمرِ والقطع، لجواز
أن يكون الصحيح مثلاً باعتبار نظر المحدث: موضوعاً أو ضعيفاً في نفس الأمر،
وبالعكس. نعم المتواتر مطلقاً قطعي النسبة لرسول الله a اتفاقاً.. ومع كون الحديث يحتمل ذلك، فيعمل بمقتضى ما
يثبت عند المحدثين، ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين. وفي
(الفتوحات المكية) للشيخ الأكبر قدس سره الأنور، ما حاصله: فرب حديث يكون صحيحاً
من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله a فيعَلم وضعه، ويترك العمل به وإن عمل به
أهل النقل لصحة طريقه. ورب حديثٍ ترِك العمل به لضعف طريقه، من أجل وضاع في رواته،
يكون صحيحاً في نفس الأمر، لسماعِ المكاشف له من
[1] قال السخاوي: قال شيخنا
– أي الحافظ ابن
حجر ـ ومن قبله الدميري والزركشي: أنه لا أصل له، زاد بعضهم: ولا يعرف في كتاب معتبر
(انظر: المقاصد الحسنة (ص 286)