ثم ذكر مباهلته في
مقاله بقوله: (اللهم إن كنت تعلم أن سكيرج وجماعة
الطرقيين فيما هم عليه اليوم وما يدعون الناس إليه ويقرونهم على فعله في طرقهم
محقون، وأن ذلك هو دينك الذي ارتضيته وشرعته لعبادك بواسطة محمد ـ a ـ فالعني
ومن معي لعنا كثيرا، وإن كنت ـ يا الله، يا ربنا ورب كل شيء ـ تعلم أن ما عليه
الطرقيون اليوم فيما هم فيه من أمرهم ودعايتهم الناس إلى طرقهم هو من الحدث في
دينك والباطل الذي لا يرضيك ولا يرضي نبيك، فالعن سكيرج ـ قاضي
الجديدة ـ ومن معه لعنا كبيرا، واجعل مقتك الأبدي ولعنتك الدائمة على الكاذبين، ـ
(آمين آمين آمين)[2]
ثم علق عليها بقوله:
(هكذا أباهلك وألاعنك يا سكيرج فلاعني
بمثلها وإياك أن تتأخر أو تنهزم يوم اللقاء)[3]
ولكن الشيخ سكيرج مع هذا
الاستفزاز الذي استفزه به العقبي لم يستجب
له، فما أصعب على الصوفي أن يتفوه بلفظ اللعنة على نفسه أو على شخص يعتقد إسلامه،
ويعتقد في نفس الوقت خطأه المبني على الاجتهاد، خاصة وأن العقبي دعا في
مباهلته باللعنة الأبدية.
ونرى أن الشيخ سكيرج في هذا
الموقف الحرج وقف بين أمرين: بين أن يستجيب لذلك الاستفزاز الذي استفز به، فينطق
بتلك الألفاظ الخطيرة، وبين أن ينسحب ولو اتهم بما اتهم به، فاختار لورعه الثاني،
وهو موقف في غاية الشرف والنبل والإيمان.
ولكن الجمعية لم تفهم
هذا للأسف، فقد علقت الشهاب على نفور
الشيخ سكيرج من
المباهلة بهذا التعليق: ( سكت سكيرج ولم يجب عن
مقال العقبي ببنت شفة،
وكان واجبه
[1] الشِّهاب»، السنة
الثانية، العدد (97)، 17 ذي القعدة 1345ه، ص8.
[2] الشِّهاب»، السنة الثانية،
العدد (97)، 17 ذي القعدة 1345ه، ص8.
[3] الشِّهاب»، السنة
الثانية، العدد (97)، 17 ذي القعدة 1345ه، ص8.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 374