نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 368
وتوجيهها نحو الطرق الصوفية، وقد أخذت حيزا محترما من صحيفة الشريعة التي انهالت
عليها الأقلام تدين الحادثة، كما انهالت من قبل الأقلام على الشهاب تدين حادثة
الاعتداء على ابن باديس.
وقد ذكر الشيخ الزاهري الحادثة
وتأثيرها في مقال له كتبه بعد خمسة عشر يوما من الحادثة بعنوان (من الزاهري إلى سائر
الأصدقاء والإخوان)، ومما استهل به مقاله ذكره لتأثير الحادثة في المجتمع، فقال:(
مضى اليوم على حادث الاعتداء علي خمسة عشر يوما ولا يزال الحادث كما هو جديدا في
أذهان الناس هنا في وهران يستنكرونه ويستفظعونه ويلعنون المعتدين الآثمين لعنا
كثيرا)[1]
ثم ذكر الحادثة
وأسبابها وصلتها ببعض المشايخ، ولم يذكر – كعادته في التعميم-
لأي طريقة ينتمي هذا الشيخ حتى يحصر الأمر في محله، وتتلبس التهمة بأصحابها، فقال:
(لقد كان الجاني الحقيقي الذي أغرى على هذه الجناية بعض أتباعه الأخلاف شيخا من
أشياخ السوء في وهران وكان كثير العيال لا يكاد يحصى عدتهم إلا بعداد (!) وكان هو
وعياله جميعا يعيشون عالة على المسلمين (الغافلين). يتظاهر بالولاية والصلاح
ليحتال بذلك على ما في أيدي الناس, ولا نصيب له من الولاية والصلاح إلا سب العلماء
والوقوع في أعراضهم والافتراء عليهم وأكل لحوم الناس, وكان في رغد من العيش بما
كان يتناول من صدقات الناس. وكان الناس يحسنون إليه, ولكنه اليوم أصبح يعاني العسر
والضيق, وانفض عنه أكثر من كان حوله من المتصدقين)[2]
ويبدو من خلال هذا
الوصف أن الشيخ لم يكن يصف شيخا له علاقة بالطرق الصوفية، وإنما كان يصف من يسميهم
الناس مشايخ البركة، وهم الذين يقصدونهم لطلب الدعاء، أو