نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 363
وقد كتب الإبراهيمي حينها يصف الحادثة
وأسبابها وملابساتها بهذه الطريقة المثيرة للعواطف: (وإذا نسي الناس فإنهم لم
ينسوا حادثة الاعتداء على الأستاذ عبد الحميد بن باديس الذي هو رئيس هذه
الجمعية منذ تأسست إلى اليوم، فقد تآمر العليويون على اغتياله حيث ثقلت عليهم وطأة
الحق الذي كان يقوله ولا زال يقوله فيهم وفي أمثالهم، وانتدب أشقاها لقتله في
قسنطينة وضربه الضربة القاضية لولا وقاية الله ولطفه، ففي ذلك المشهد الذي تطيش
فيه الألباب وتتفشى فيه روح الانتقام قوى الله الأستاذ- وهو أعزل- فأمسك خصمه
الفاتك المسلّح ولبّبه بثيابه، ثم تجلّى على قلبه المطمئن بالرحمة فقال- وجرحه
يثعب دمًا- للجمهور المتألّب المتعطّش لدم الجاني: إياكم أن يمسّه أحد منكم
بسوء" حتى تسلموه للمحافظة، ولولا هذه الكلمة لقطعوا الجاني إربًا إربًا) )[1]
فالإبراهيمي يبدأ مقاله بأن الناس، وإن نسوا كل شيء،
فإنهم لن ينسوا هذه الحادثة، وكأنه يحرضهم أن لا ينسوها، ثم يتحدث – كعادته – على
التآمر من غير أي دليل، ثم يصف المشهد الذي (تطيش فيه الألباب) ليملأ القلوب حقدا على الجاني ومن خلفه، ثم يذكر
الموقف البطولي لابن باديس (المطمئن بالرحمة)
هكذا يصور الإبراهيمي الحادثة ليستثمرها في ملء القلوب
بالأحقاد على الطريقة العلاوية أولا، وعلى الطرق الصوفية جميعا ثانيا.
وليت الأمر توقف عند الإبراهيمي، بل تعداه إلى غيره، إن ما كتب في هذا
المجال يمكن جمعه في مصنف خاص، بل فعل ذلك الشيخ أحمد حماني حين صور الحادثة، وكأنها صراع بين السنة
والبدعة، لا بين شخص بسيط انفعل لموقف من المواقف، فمد يده معبرا عن ذلك الموقف.