نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 351
وإنتاج الجمعية فيها
محدود جدا، ولعلها مقصورة على بعض القصص التي كتبها الشيخ الزاهري، ومنها
قصته المعروفة التي أخرجها بعض الوهابية المعاصرين على شكل رسالة صغيرة، وسماها
(اعترافات طرقي قديم)
وفي القصة حملة شديدة
على الطرق الصوفية هكذا مجملة عامة لينصرف ذهن القارئ إلى جميع الطرق، ويركز فيها
بشكل خاص على دورها في التفرقة الاجتماعية، وكأنه يواجه بذلك ما كانت تنشره الطرق
من أن الجمعية تريد أن تخترق صف الأمة ووحدتها.
فالولاء الطرقي – كما يذكر
الزاهري – مرتبط بالطريقة
أكثر من ارتباطه بالإسلام، حتى أن هذا الطرقي التائب الذي يتحدث عنه (حينما كان
طرقيا كان لا يفرح بانتشار الإسلام كما يفرح بانتشار الطرقية التي ينتسب إليها،
فإذا سمع برجل دخل دين الله، سأل عنه هل اعتنق طريقته أم لا؟ فإذا لم يعتنقها
تعامى وتصامم، وإذا سمع أن مسلما اعتنق الطريقة التي يعتنقها هو اهتز طرباً، وكاد
يطير من شدة الفرح والسرور، وإذا نزل بالإسلام أي مكروه تصامم صاحبنا كأن الأمر لا
يعنيه ولا يعني دينه، أما إذا أصابتطريقته مصيبة ما اغتم لها واهتم)[1]
وفي اعتراف آخر يقول:
(لا أكتمكم، أنه قد يكون بيني وبين الرجل صلة القربى، وقد تجمعني به الروابط
والصلات، وقد يكون مهذباً ولكني لم أكن أثق به ولا أطمئن إليه، لا لشيء سوى أنه لا
يرافقني في الطريق!!وقد يكون الرجل لا قرابة بيني وبينه، وليس بيننا أية صلة أخرى،
ولكني أثق به وأطمئن إليه، وأشعر نحوه بحب شديد لا لشيء سوى أنه أخي من الشيخ، هذا
هو ما كان يوصينا به أسيادنا ورؤساء طريقتنا جميعاً)[2]
وينقل الحديث عن تائب
آخر تحول – في تصوره- من الطرقية إلى الإصلاح، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجاهلية
إلى الإسلام قوله: (وكان من كراهيتنا لأتباع الطرق
[1] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص
2.
[2] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص 3.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 351