نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
بل إنه يجاوز الحد في
التعالي عليهم عندما يخاطبهم قائلا: (ولا يبلغ بهم الغرور أن يناظروا علماء من
الطراز الذي تحتوي عليه جمعية العلماء، وإنما يعتمدون في هذه المناظرة على موجودات
آلية يسمونها علماء عوَّدوها أن تنطق باسمهم وتسبح بحمدهم وتحامي عنهم بالباطل..
ونحن لا نعترف بالعلم لهذا الصنف المتهافت على أبواب الزوايا المتعيش من فضلاتها،
ويأبى لنا شرف العلم أن يكون هؤلاء المسلوبو الإرادة الفاقدو الاستقلال في العلم
نظراءنا في المناظرة، لأننا بلَوْنَاهم في العمل فوجَدناهم جبناء، وبلَوْنَاهُم في
العلم فوجَدناهم يحكمون الهوى ولا يحكّمون الدليل، وبلَوْناهم في الكتابة فوجَدْنا
أَمْثَلَهم يسمي البدع المنكرة عوائد دينية.. أَمَعَ هؤلاء تكون المناظرة؟ لا،
وشرف العلم) [1]
ثم اسقط هذه المناظرة
بسبب عدم كفاءة من يناظره، فقال: (فقد تحقق أن هذه المناظرة التي دعوا إليها ساقطة
سقوط شرطها الأساسي مِن قِبَلهم وهو النظير) [2]
بل إن الشيخ
الإبراهيمي يتعمق إلى
أعماق نياتهم حين يذكر الدافع الحقيقي لهم من وراء المناظرة: (أَلا إنهم من
إِفْكِهم ليتداهون ويختلون بهذه الدعوة إلى المناظرة، لنُجِيبَهم فنعترف لهم
بالكفاءة، أو نسكت عنهم فيقولوا عنا: أَحْجَموا وخافوا، أو نُجيبَهم بالحقيقة (كما
فعلنا) فيقولوا: إن جمعية العلماء تحتقر العلماء ويتباكون ويشنعون) [3]
وما ذكره الشيخ
الإبراهيمي يجعلنا
نتساءل عن سر هذا الغرور الذي يمنع من تعليم الجاهل، إذا جاء يبث ما لديه من قضايا
وشبهات.. ولا بأس أن يسمي نفسه عالما أو مناظرا، لأن دور المربي هو رفع الشبهات،
لا الترفع عليها.
ولكن هذا لم يحصل للأسف
لأن المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها جعلته لا يرى إلا