نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
وبين الطرق الصوفية
يمكن ملاحظة الخصائص التالية:
1 ــ عدم الاعتراف بالآخر:
فجمعية العلماء لم تكن ترى في الآخر شخصا اعتباريا
يمكن أن تتحاور معه، أو تقبل مناقشته، لأنها، ومنذ أول يوم قررت عدم الحوار، بل لم
تر من حل سوى الاستئصال الجذري لا للطرق الصوفية فقط، بل لكل ما يرتبط بها من
معان، وهي في هذا ترجع لأشد أنواع السلفية تطرفا، وهي السلفية الوهابية.
ولهذا نرى مشايخ الصوفية في ردودهم على الجمعية،
وخاصة الشيخ ابن عليوة يذكرهم بمقالات ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد عبده وغيرهم من أعلام المدرسة السلفية، كما
سنرى ذلك بتفصيل في الباب الرابع.
وقد ذكر الشيخ ابن عليوة في معرض رده على
المخالفين له الكيفية التي يتعاملون بها معه فقال: (..وأيّ معصية أشنع من
تطبيقك جميع ما ورد في أهل الزيغ والضلالة على جماعة الصوفيّة ؟ ولم يكفك ذلك حتى
جعلتهم فرقة من فرق أهل النار مستدلا بما رواه عن عبد الله بن عمرو ، قال :
قال رسول الله a : ( ليأتيّن على أمتي ما أتى على بني
إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان
منهم من أتى أمّه علانية لكان في أمتّي من يصنع ذلك، وإنّ بني إسرائيل تفرّقت إلى
ثنتين وسبعين ملّة وتفترق أمتّي على ثلاث وسبعين ملّة كلّهم في النار إلاّ ملّة
واحدة، قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟، قال : ما أنا عليه وأصحابي )[1] رواه الترمذي في سننه،
وهذا صريح في أنّك تعني أنّ فرقة أهل التصوّف واحدة من تلك الفرق، وإنّي أحكمك لله
ولرسوله ولصالح المؤمنين فيما بينك وبين الصوفيّة)[2]
ثم أشار الشيخ ابن عليوة إلى العقلية الانتقائية للجمعية وللمنهج
السلفي عموما، وهي