نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
وضعيتهم بين الأمم بأنهم
أمة لها قوميتها ولغتها ودينها وتاريخها، فهي بذلك أمة تامة الأهمية لا ينقصها شيء
من مقومات الأمم. وأنهم إلى ذلك مرتبطون بأمة عظيمة ذات تاريخ مجيد ومدنية راقية
وحكومة منظمة، وأن عليهم أن يراعوا هذا كله في حياتهم فيحترموا قوميتم ولغتهم
ودينهم وتاريخهم والأمة التي هم مرتبطون بها والحكومة التي هم مسيرون بقوانينها) [1]
وهذا الذي ذكره ابن باديس هو الذي نص عليه في افتتاحيتها، وهي أول
افتتاحية يكتبها ابن باديس، فقد جاء فيها قوله: (نحن قوم مسلمون
جزائريون، في نطاق مستعمرات الجمهورية الفرنسوية) [2]
ثم بين مستلزمات كون الجزائر مسلمة، فقال: (فلأننا مسلمون
نعمل على المحافطة على تقاليد ديننا التي تدعو إلى كل كمال إنساني، ونحرص على
الأخوة والسلام بين شعوب البشر وفي المحافطة على هذه التقاليد المحافظة على أهم
مقومات قوميتنا وأعطم أسباب سعادتنا وهنائنا، لأننا نعلم أنه لا يقدر الناس أن
يعيشوا بلا دين، وأن الدين قوة عظيمة لا يستهان بها، وأن الحكومة التي تتجاهل دين
الشعب تسيء في سياسته وتجلب عليه وعليها الأضرار والأتعاب.. لا نعني بهذا أننا
نخلط بين الدين والسياسة في جميع شؤوننا، ولا أن يتداخل رجال الدين في سياستنا،
وإنما نعني اعتبار الدين قواما لنا، ومهيعا شرعيا لسلوكنا، ونظاما محكما نعمل عليه
في حياتنا، وقوة معنوية نلتجيء إليها في تهذيب أخلاقنا) [3]
وبين مستلزمات كونها تابعة لفرنسا، فقال: (ولأننا
مستعمرة من مستعمرات الجمهورية الفرنسيوية نسعى لربط أواصر المودة بيننا وبين
الأمة الفرنسوية وتحسين العلائق بين الأمتين