نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 244
يستهان بها وهي تعمل
بكل مجهودها في إنارة الطريق إلى الأفكار القديمة التي استولت عليها وأفسدتها من
حيث لا تشعر)[1]
وكتب الزاهري عن إحدى جولات العقبي رفقة إخوانه من العلماء والأدباء في
منطقة بسكرة تحت عنوان: (وفد الشعراء يزور طولقة، فرفار، البرج) في جريدة البرق يقول: (وبعد الفراغ من مأدبة الغداء شرع
الأستاذ الطيب العقبي يدعو الناس إلى النجاة ويهديهم إلى سبيل
الرشاد ويجاهد الذين يجعلون لله أندادا ويدعون مع الله آلهة كثيرة بالقرآن جهادا
كبيرا، ومضى العقبي في هذا الموضوع وتغلغل فيه بشدة كأنه
التيار الجارف الذي جرف طرق القوم وخرافاتهم، أو كأنه إعصار فيه نار تأكل ضلالات
المشركين أكلا لما، فلم يبق في مجلسه ذلك أحدا إلى وخضع لكتاب الله وسلم لله
ورسوله تسليما ولم يخرجوا من هناك حتى عادوا لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى الله
ورسوله) [2]
وقال في
مجلس آخر جمعهم بالشيخ السعدوني الذي قال قولا شنيعا: (ولم يتكلم الشيخ السعدوني
وجعلنا نتباحث معه في حركة الإصلاح وفي المصلحين وفي أعداء الإصلاح المفسدين
فاعترف بأنه قال: (الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله a ضلال مبين
وشقاوة وخسارة سرمدية اليوم وقبل اليوم)، وقال: (إنه لا يزال مصرا على هذا القول
وقد بين لنا مراده بتأويل لم نستطع أن نفهمه وقد هجم عليه العقبي هجوم المحق
على الباطل فتركه حائرا مبهتا، وكان هذا الموقف الذي وقفه الأستاذ العقبي موقف جد،
موقف صراحة، موقف من لا يخاف في الله لومة لائم، موقف من يجاهد الخرافيين بالقرآن
جهادا كبيرا، بتلك الفصاحة العربية التي لم تكن لغير العقبي، فإنه أحاط
بالسعدوني من كل جانب يحتج بالقرآن، ولم يكن للسعدوني من حجة، وأخيرا عجز عن كل
شيء واعترف بأنه لا يستطيع