نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 232
جميعا، وتوحد صفها
وتجمع كلمتها، لكن الأمر لم يكن كذلك، فقد غلبت الجزئية في حديثهم وبحثهم على
المقاصدية، كما غلبت الطائفية المذهبية على الوحدة الإسلامية.
يقول الشيخ العربي
التبسي: (وكانت نتيجة
البحث مع العقلاء الذين حفظهم الله من بدعة الطرقيين استحسان الدعوة إلى كتاب الله
وسنة رسوله وما كان عليه سلف الأمة، وإلى ترك ما أحدثه المحدثون، وهذه الظاهرة
الدينية من أفهم الأدلة على أن أمتنا سدد الله خطى علمائها والعاملين لخير مفتها
من الأمم التي أشربت حث دينها المحفوظ) [1]
ثم ذكر الشيخ بعض ما
كان يدور في تلك المجالس من أحاديث، وجله حول التهوين من شأن شيوخ الصوفية، بل
اعتبارهم كرجال الدين المسيحي، يقول الشيخ: (وكنت أفضي إلى من أجتمع به بما يتطلبه
منا دين لا ببوية ولا قساوسة ولا رهبان ولا كهنوتية فيه، وأجد من فضلائها وأهل
الروية والثقافة العلمية بتلك البلدة الإسلامية رجالا يقدرون الدين حق قدره
ويعلمون أنه دين رب العالمين، لا صنع رجال يصرفونه كيف شاءوا وشاءت مآربهم) [2]
وقد ذكرنا عند حديثنا
عن الشيخ المربي الجهد الكبير الذي بذلته الجمعية للتهوين من شأن مشايخ الصوفية،
بل من شأن مشايخ العلم الذين يخالفونها، وقد عرفنا نتيجة ذلك في مستقبل الجزائر
القريب من خروج الأمر من أيدي أصحاب العمائم إلى أيدي أصحاب الطرابيش، في الوقت
الذي كان يستطيع أي شيخ صوفي أن يجيش الجيوش ليقتحم بهم ما يشاء.
وكشأن أصحاب الاتجاه
السلفي لا يمكنهم أن يحلوا محلا دون أن يحدث الشقاق فيه، وهذا ما حصل، وقد قدم له
الشيخ العربي التبسي بقوله: (.
وقد منيت دعوة رجال الإصلاح الديني كما في كل مبدأ صحيح قبلها بأقوام يناهضون الحق
بسلاح الأوهام ويعادون أهله،