نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226
تنقلهم خارج الجزائر
للتعلم أو للسياحة، أو داخل الجزائر، لأجل أسباب كثيرة أهمها الدوافع الإصلاحية.
وقد ذكر الشيخ عبد
الحميد بن باديس في خطاب له
ألقاه
في الاجتماع العام الذي عقدته الجمعية في سبتمبر 1933م النشاط المرتبط بهذا الجانب[1]، فقال: (أوفدت الجمعية من رجالها للوعظ
والإرشاد وفودا لبلدان القطر في العمالات الثلاث، وقامت تلك الوفود بمهمتها خير
قيام، وكانت تتلقى من رجال الحكومة كما تتلقى من الأمة بكل إكرام)[2]
ولكنه ذكر في نفس الوقت
بعض العراقيل التي كانت تصادفها، وهي ذلك التضييق الذي صدر من الإدارة الفرنسية
بمنع أعضاء الجمعية من الوعظ والإرشاد بالمساجد، والذي (كان شطر بلاء وعناء على
الجمعية ورجال مجلس إدارتها فمن تنمر وجره إلى إلصاق تهم، إلى خلق عراقيل إلى
استثمار ذمم. ومن وعد وترغيب إلى وعيد وترهيب)[3]
ثم ذكر ثبات رجال
الجمعية رغم هذه العراقيل الإدارية، والتي – شجعها رجال
الطرق الصوفية كما عرفنا سابقا- فقال: (هذا والجمعية ورجال مجلس إدارتها ثابتون
ثبوت الجبال ثقة من أنفسهم بأنهم دعاة حق وقصاد خير وعمال لصالح هذا الوطن بأمته
وحكومته وجميع ساكنيه فانسلخت هذه السنة وأعمال الجمعية هي هذه؛ ما قام به وفودها
من وعظ وإرشاد - وما قام به رجالها من تعليم في عدة بلدان - وما نشره كتابها في
جريدة الجمعية - جريدة السنة النبوية المحمدية التي لقيت - بحمد الله من المسلمين
غاية الإقبال - هذا كله قام به رجال الجمعية ولا غرابة أن يقوموا به فهم من أهل
العلم وما أهل العلم إلا الذين ينشرون
[1] الشهاب: ج 10، م 9، ص 387 - 393 غرة جمادى الأولى 1352ه - سبتمبر 1933م