نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206
الجمعية، وحتى بعض
التيارات السياسية الوطنية كانتقاده لحزب الشعب الجزائري[1].
وبعد اختلافه مع الجمعية
انسحب منها وساند الطرق الصوفية التي كان يحاربها أشد المحاربة، ثم تقرب من حركة
انتصار الحريات الديمقراطية بزعامة مصالي الحاج، وأعاد إصدار جريدة
(المغرب العربي) التي كانت تتكلم باسم هذه الحركة[2].
وكانت هذه المواقف سببا في إصدار حكم بإعدامه من طرف
جبهة التحرير الوطني يوم 21ماي 1956م في ساحة الشهداء بالجرائر العاصمة.
يقول الأستاذ أحمد توفيق
المدني: (الزاهري الذي كان شاعرا فحلا،
وكاتبا مقتدرا، وكان في سلوكه وفي سياسته قوس قزح يتحلى كل حين بلون جديد، إلى أن
جاءت الثورة الجزائرية الكبرى، وكان يُصدر بالعاصمة الجزائرية صحيفة، من الحكومة
مالُها وفكرُها، فحكمت عليه الثورة المطهرة بالإعدام، وأردته قتيلا قرب ساحة
الحكومة)[3]
وقد تحدث عنه بتفصيل
الشيخ أحمد حماني منكرا عليه، بل راميا
له بما كان يرمي به الطرق الصوفية مما نتنزه عن ذكره هنا[4]، ونحب أن نذكر بعض تفاصيل حياته، وخاصة بعد تحوله عن
الجمعية لنؤكد في ذلك أمرا طالما نبه الصوفية عليه، وهو عدم الاكتفاء بالعلم
واللغة والفصاحة، بل لابد من إضافة إكسير الإيمان والتربية والروحية وإلا صارت
اللغة والعلم وبالا على صاحبه.
[1] زهير إحدادن; أعلام
الصحافة الجزائرية الأمير خالد والزاهري وأبو اليقظان، مؤسسة أحددن للنشر والتوزيع، الجزائر 2002، ،ص 25.