نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
يصرح كثيرا بكونه سلفيا
إلا أن السلفية التي يقصدها – على حسب ما أرى – هي سلفية الإصلاح، والوقوف في وجه البدع والانحرافات
لا المنهج الاستئصالي الذي كان ينادي المتشددون من أعضاء الجمعية.
ولعل السر في هذا
الاعتدال هو نفس السر في اعتدال ابن باديس، وهو كونه مولودا في
بيئة صوفية، فقد صرح في أحد مقالاته بقوله: (نعم كنت قبل أربعين سنة خلوتيا) أي
حوالي سنة 1907، وبالتالي عاين ممارسات الطرق الصوفية عن كثب لا عن وصف بعيد، فقد
درس في زاوية الشيخ عبد الرحمن الإيلولي المشهورة في فترة كان
التصوف هو السائد فيها، وفي تلك المناطق عموما[1].
بالإضافة إلى كون الشخصيات التي لقيها أو استفاد منها
أو تأثر بها هي الشيخ محمد بن سعيد بن زكري الذي تأثر به أبو يعلى كثيرا، والشيخ
محمد بن بلقاسم البوجليلي والعلامة طاهر الجزائري، والشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد الخضر ومحمد كرد وشكيب أرسلان ومحمد عبده،
وغيرهم من التنويريين، ولهذا فإن توجهه تنويري أكثر منه سلفي.
ومما يدل على هذا التوجه التنويري أنه يدافع عن حق
المرأة في الميراث منتقدا أوضاع الزواوة في ذلك كما دعا إلى تعليمها وتربيتها،
ودعا إلى إصلاح التعليم في الزوايا جملة وتفصيلا من حيث المواد التي تدرس فيها
ومنهج إلقائها والنظام الذي يجب أن تكون عليه،
[1] أحمد حماني: صراع بين السنة والبدعة، ج 2، ص 71.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198