نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
ويختلس يتمانهم، ومن ذلك
فهو يحترف طريقة التصوف ويستغلها ماديا، ولا يعرف من التصوف إلا أنه باب من أبواب
الرزق، وسبب من أسباب المعاش، ووسيلة من وسائل الاكتساب)[1] إلى آخر تلك الأوصاف الكثيرة التي حاول الزاهري أن يعرف بها الشيخ ابن
عليوة.
وقد حالت هذه الأوصاف بين الجمعية وبين الحوار مع
الكثير من رجال الطرق الصوفية، والذين كانت لهم شهرتهم على المستوى العالمي، وقد
عرفنا في الفصل السابق بعض النماذج عنهم من الطرق الصوفية المختلفة، لكن الجمعية
لم تكن تعترف بهم، ولا بعلومهم.
وسنرى النماذج الكثيرة عن أسلوب الحوار جمعية مع
المخالفين، بحيث تنتقل من الحوار في القضية الخلافية بغية الوصول إلى الحق فيها
إلى الحوار في شخص المحاور، ومحاولة إسقاطه، وكأنه إذا أسقط أسقطت القضية معه.
خامسا ــ
المؤامرة الاستعمارية:
فقد كانت مصالح المستعمر
منوطة بتفرق الجزائريين وصراعهم فيما بينهم، ولهذا انتهجت فرنسا – كما عرفنا سابقا-
سياستها المعروفة (فرق تسد)، وقد مارست هذه السياسة مع الجميع، فهي لا يهمها طرقي
أو مصلح، المهم عندها كما عند كل مستعمر أن تتنافر النفوس، وأن يجهز بعضهم على
بعض، حتى يتمكن من تحقيق أهدافه[2].
[1] الزاهري؛ شيخ علماء
الجزائر، أم شيخ الحلول؟ الشهاب. مج9. ج11. أكتوبر 1933. ص 494
[2] نحب أن ننبه هنا إلى أن
الجنرال الفرنسي (هنري جاكين) نشر كتابا بباريس سنة 1977 تحت عنوان (الحرب السرية
في الجزائر)، كشف فيه عن الكثير من الشخصيات المهمة التي كانت تعمل في خدمة
المصالح الفرنسية في الجزائر، ومن بينهم ذكر أحمد توفيق المدني من جمعية العلماء المسلمين الذي كان عميل الحاكم العام، وأحمد بن
بلة الذي كان مخبرا سابقا للأمن العسكري الفرنسي، وفرحات عباس الذي كان لمدة طويلة
مراسلا محترما لشرطة الاستعلامات العامة، ومصالي الحاج الذي أصبح منذ 1945 تحت
الاسم المستعار ''ليون'' (Léon)، مخبرا ثمينا
للشرطة الفرنسية.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157