نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 153
كانت ترسل شواظًا من
نار على الباطل والمبطلين، ثم عطل المنتقد فخلفه الشهاب (الجريدة) ثم أسست
جريدة الإصلاح ببسكرة فكان اسمها أخف وقعًا وإن كانت مقالاتها أسد مرمى وأشد
لذعًا.. ثم تطور الشهاب الأسبوعي فأصبح مجلة
شهرية استلمت قيادة الحركة من أول يوم وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد
قبلها، ولم تهن لمجلة الشهاب في حرب الباطل وأهله
عزيمة ولم تفل لها شباة..)[1]
وقد سبق أن ذكرنا أن هذا
الهدف كان في نفس ابن باديس والإبراهيمي منذ فترة
طويلة سبقت تأسيس الجمعية، فقد ذكر الإبراهيمي في معرض حديثه عن
الأيام الأولى التي بدئ فيها بالتفكير في تأسيس الجمعية، في مسامرتهما بالمدينة
المنورة سنة 1913 م أنهما اهتديا إلى أن (البلاء المنصب على هذا الشعب المسكين آت
من جهتين متعاونتين عليه، يمتصان دمه ويفسدان عليه دينه ودنياه : استعمار مادي هو
الاستعمار الفرنسي.. واستعمار روحاني يمثله مشايخ الطرق المؤثرون في الشعب،
والمتغلغلون في جميع أوساطه، والمتجرون باسم الدين، والمتعاونون مع الاستعمار عن
رضى وطواعية. وقد طال أمد هذا الاستعمار الأخير، وثقلت وطأته على الشعب، حتى أصبح
يتألم ولا يبوح بالشكوى.. خوفًا من الله بزعمه. والاستعماران متعاضدان، يؤيد
أحدهما الآخر بكل قوته، وغرضهما معًا تجهيل الأمة، لئلا تفيق بالعلم.. وتفقيرها،
لئلا تستعين بالمال على الثورة.. وإذن فلقد كان من سداد الرأي أن تبدأ الجمعية
بمحاربة هذا الاستعمار الثاني لأنه أهون وهكذا فعلت)[2]
وبناء على هذا التحليل والتشخيص، بدأت الجمعية
بمحاربة ما تسميه الاستعمار الثاني، وارتأى ابن باديس والإبراهيمي ومن وافقهما من الإصلاحيين
بداية العمل الإصلاحي بإعلان الحرب على الطرق الصوفية قبل إعلان الحرب على
الاستعمار نفسه.