نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 150
بهذا المنطق برر الشيخ أحمد حماني هذا الاعتداء من شيخ الجمعية الكبير، لا
من فرد من أفرادها البسطاء في نفس الوقت الذي كتب فيه مجلدا ضخما ممتلئا بالسباب
والتكفير لركن من أركان المجتمع الجزائري بناء على تصرف فرد واحد.
ولسنا ندري لم لم يعذر ذلك الفقير العلاوي على اعتبار أنه لم يسمع إهانات فقط تتعلق
بشيخه، بل سمع تكفيره وتضليله، وليته لو لم يعذره، لم يحمل جنايته على الطرق
جميعا.
هذا مثال على الاعتداء
المرتبط بالأفراد، أما الاعتداء المرتبط بالجماعات، فهو أخطر وأشد، ونسوق مثالا
هنا على ما صار إليه المجتمع الجزائري المتسامح الموحد بعد تلك الأفكار التي
نشرتها الجمعية، فقد ورد في جريدة النجاح هذا لخبر: (في يوم الجمعة 15 ماي 1930 م
بينما كانت قبيلة أراس من سكان فج أمزالة عائدة من زيارتها الاعتيادية لمقام القطب
الرباني الشيخ الزواوي بالروفاك مارة بميلة إذ
بأتباع المرابط الشيخ مبارك الميلي العضو وأمين مال جمعية
العشور[1] ينهالون على الزوار المذكورين بالسب والشتم ولولا تدخل
الفرنسيين وفرقوهم وإلا تقع بينهم ملحمة عظيمة)[2]
ولا نتعجب بعد هذا من اتهام الطرقيين للإصلاحيين
بكونهم وهابيين، فأي فارق بين ما كان يمارسه الوهابيون في ذلك الحين من هدم
للأضرحة وتعرض للزائرين لها، وبين ما مارسته هذه العصابة التي تنتسب للشيخ مبارك
الميلي؟
[1] يقصد بذلك جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين، لأنها كانت تطلب من الفلاحين أن يعطوا زكاتهم للجمعية لخدمة
التعليم فيها، بل كتب العربي التبسي فتوى ينص فيها على جواز أخذ الفقهاء من الزكاة (إذا
كان أولئك الفقهاء قد حبسوا جهودهم وعلومهم وحياتهم للجهاد في سبيل الإسلام،
ونشره، والدفاع عنه. أما فقهاء السوء طلاب الدنيا فإننا لا نقول بجواز أخذهم من
الزكاة) (انظر: جريدة البصائر، السلسلة الثانية، السنة الثالثة، عدد 119، الاثنين
15/ماي/1950م الموافق 28/رجب/1369هـ، ص 2)