نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 128
بالإضافة إلى سبقها في
الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للجزائريين، وقد أقر الإبراهيمي بهذا ناقد له، فقال:
(ولكن أنّى للأمة الجزائرية باجتماع العلماء وتآخيهم في العلم، وإن الطائفة التي
يطلق عليها هذا الاسم حقيقة أو ادعاء بهذا القطر هي طائفة متنافرة متنابذة، كأن من
كمال العلم عند بعضها أن يبغض العالم العالم، وبجفو العالم العالم، شنشنة مُعْظَم
الشر فيها آت من الزوايا الطرقية التي تعلم فيها أولئك العلماء أو علَّموا فيها،
والكثرة الغالبة في علماء الجزائر قبل اليوم تعلمت بالزوايا أو علمت العلم في
الزوايا، فمن الزوايا المبدأ وإليها المصير. وزوايا الطرق في باب العلم كمدارس
الحكومات هذه معامل لتخريج الموظفين، وتلك معامل لتخريج المسبحين بحمد الزوايا
والمقدسين) [1]
وما ذكره الإبراهيمي كان يدعوه في الأصل كما يدعو الجمعية
جميعا إلى استغلال هذه الطاقات في الطرق الصوفية لتوجيهها لمصلحة البلد الجاثم تحت
الاستعمار، ثم تترك مسائل الخلاف بعدها لمحلها الخاص بعد التخلص من العدو المشترك
الأكبر.
لكن الجمعية لم تكن ترضى
بهذا، فقد كانت تتصور أن الاستعمار الطرقي أخطر من الاستعمار الفرنسي، بل إن الشيخ
الطيب العقبي – وهو أكثر الأعضاء تشددا
في الجمعية - عارض المطالبة بالاستقلال قبل التحرر من الاستعمار الطرقي، فقد ورد في
البصائر تلخيص لخطاب ألقاه الشيخ العقبي سنة 1937 م يوضح هذا
المعنى، يقول كاتبه: (وبين أنه لا يوافق السيد مصالي الحاج ومن معه من الإخوان على
فكرة الاستقلال الذي هو بعيد عن الأمة الجزائرية، وهي بعيدة عنه ما دامت لم تستقل
في أفكارها وكل مقومات حياتها، وما دامت لا تقدر أن تحرر نفسها من ربقة بعض
المرابطين واستعبادهم لها باسم الدين فكيف يطير من لا جناح له ولا ريش)[2]