نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
أتيحت لها الفرصة لذلك التشدد، وتلين كلما وجدت نفسها
في مواقف حرجة لا تستطيع أن تحقق أهدافها الإصلاحية إلا من خلالها.
وكمثال على ذلك موقف رجال الجمعية بوادي سوف – باعتبارها من المناطق التي تنتشر فيها الطرق الصوفية
بكثرة من قادرية وتيجانية ورحمانية (عزوزية)، وشابية وعلوية - وهذا ما جعل الشيوخ
يتخذون مواقف مختلفة: إما التسامح مع الجميع دون إبداء التعصب لطريقة دون أخرى
مثلما فعل الشيخ إبراهيم بن عامر، أو الالتزام بطريقة معينة مثلما
كان يقوم به شيوخ بلدة قمار مثل الشيخ محمد بن البرية ومحمد الصالح بن الخوصى من خلال انتمائهم
للطريقة التيجانية.
كما كان هناك طائفة أخرى
من العلماء الذين حاولوا تجنب الطرق الصوفية في السعي والتحرك على مستوى التعليم
والوعظ، والإرشاد، وهم علماء عديدون أهم علماء حاضرة الزقم، حيث كانت الطرق
الصوفية أقل عنفوانا، بالإضافة إلى عمار بن الأزعر الذي كان صاحب موقف
واضح من الطرق الصوفية التي كان يعدها من بين الأسباب الرئيسية في تكريس التخلف
بالمنطقة، كما كانت بينه وبين محمد بن البرية مشاحنات، حيث كان محمد
بن البرية مدافعا عن الطرق
الصوفية، وهذا من خلال ما كتبه هذا الأخير من مقالات في الجرائد كجريدة (البلاغ
الجزائري) وجريدة (النجاح)
معاديا الشيخ عمار بن الأزعر[1].
بل إن الاستاذ حمزة
بوكوشه يذكر أنه كان من رجال
الجمعية من (ينتسب إلى طريقة من الطرق الصوفية يحتمي بها، وتحتمي به، وينتسب إليها
وتنتسب إليه سواء كان ذلك منه عن إيمان وإعتقاد أو عن تقية أو مجاراة للعوام الذين
من أصول اعتقادهم أن من لا شيخ له
[1] محمد الطاهر تليلي : من
تاريخ وادي سوف، ص 77، نقلا عن: (الحركة الإصلاحية بوادي سوف نشأتها وتطورها
(1900-1930)، إعداد الطالب: موسى بن موسى، 2005)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126