نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101
بكم وظفري بصاحب مثلكم، وذلك أن قلبي موجع من غربة
العلم والدين وأهله وقلة أنصاره. وإيضاح هذا: أني لست أعني بالدين الدين الذي قنع
به أكثر طلبة العصر والمنتسبين إلى العلم في الشرق والغرب من كل مذهب من مذاهب أهل
السنة.
سارت مشرِّقة وسرت
مغرباً شتان بين مُشــرِّق
ومغرِّب
ولكني أعني بالعلم
والدين علم السنة، وما الدين إلا اتباعها وإيثارها على عصارات الآراء وهجومة
المتفقهة، وما التوحيد إلا توحيد السلف الصالح، وأما غيره فأشبه بالضلالات وزلقات
الهفوات.. ومن اللطائف أن في الشهر الأول والثاني من انفتاح البصيرة، ألقي إلي في
مبشرة منامية قوله تعالى {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ
عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
[البقرة: 142] والحاصل فما ذكر لكم من تلك المناقب لم ألبس منها ثوباً قط، وإنما
أنا محب لأهلها، وذاب عنهم، وناصر لهم، ولعله يشملني حديث (المرء مع من أحب)[1] فمن وصفني بما زاد على ذلك، فقد استسمن ذا ورم، ونفخ في غير
ضرم)[2]
الشيخ عبد الكريم بن
التارزي:
هو الشيخ عبد الكريم بن التارزي بن محمد بن عزوز البرجي ( ت بعد 1344 هـ - 1926م)، من
الأسرة العزوزية الشهيرة بالجنوب الجزائري والجنوب التونسي، وقد كان عالما فاضلا
فقيها محدثا صوفيا، ولد بنفطة وأخذ العلم عن والده العالم الفاضل الولي الكامل
الشيخ التارزي بن عزوز، وعن الشيخ محمد المكي بن عزوز، وعن شيوخ زاوية نفطة وتولى التدريس بها
فترة، قرظ كتاب (السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني)، سنة 1309 هـ.