نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 315
فهل
يمكن أن تكون رحمة الله التي وسعت كل شيء قد زالت في ذلك الحين، وحل بدلها الغضب..
أم أن رحمة الله تعالى موجودة في كل حين، كما أن غضبه موجود في كل حين.. ولكن
الاختلاف بحسب القابل والمحل.. أما الله فأعظم من أن تغيره الأحوال، أو تجري عليه
الأحداث؟
مع أن رسول الله a نفسه ذكر في الحديث أن
رحمة الله تعالى في الآخرة، وبحسب القابل لها، تكون أعظم ظهورا من رحمته في
الدنيا، لضيق وعاء الدنيا، كما ورد في الحديث: (إن الله خلق مائة رحمة، رحمة منها
قسمها بين الخلائق وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة)[1]
ثالثا ـ
من التفاصيل التي وردت في الرواية، والتي لا نرى مناسبة لها، ما ذكره من أن
الأنبياء عليهم السلام يبررون عدم تقدمهم للشفاعة باهتمامهم بأنفسهم، وذلك غير
صحيح، فالأنبياء ممتلئون رحمة بالخلق، مثلهم مثل رسول الله a.. ولذلك يستحيل أن يكون
ذلك هو السبب.
ومثل ذلك ادعاؤهم أن لهم أخطاء تحول بينهم
وبين الدعاء، وذلك غير صحيح أيضا، فلا يكون النبي نبيا حتى يكون عارفا بالله،
والعارف بالله يعلم أن رحمة الله أوسع من أن تضيق بخاطئ.
أما ما نراه في هذا في حال صحته، فهو أن
الأنبياء عليهم السلام في ذلك المحل تبع لرسول الله a، كما ورد في الحديث: (لو
أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى)[2]، بل كما نص على ذلك بصراحة قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ الله
مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
[1]
رواه الطبرانى (11/374، رقم 12047) قال الهيثمى (10/214)/ رواه الطبرانى والبزار،
وإسناده حسن.
[2]
رواه أحمد (3/387، رقم 15195) قال الهيثمى (1/174)/ رواه أحمد، وأبو يعلى،
والبزار.
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 315