نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 182
رحمتك طمعه، وفسّحت في مغفرتك
أمله، فكن عند ظني فيك وظنّه، فيقول الله تعالى: أعطوه الملْك بيمينه، والخلد
بشماله، وأقرنوه بأزواجه من الحور العين، واكسوا والديه حلّةً لا تقوم لها الدنيا
بما فيها، فينظر إليهما الخلائق فيعظّمونهما، وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منها،
فيقولان: يا ربنا، أنّى لنا هذه ولم تبلغها أعمالنا؟.. فيقول الله عزّ وجلّ: ومع
هذا تاج الكرامة لم يرَ مثله الراؤون، ولم يسمع بمثله السامعون، ولم يتفكّر في
مثله المتفكّرون، فيُقال: هذا بتعليمكما ولدكما القرآن، وبتصييركما إياه بدين
الإسلام، وبرياضتكما إياه على محمد رسول الله وعلي ولي الله، وتفقيهكما إياه
بفقههما، لأنهما اللذين لا يقبل الله لأحد عملاً إلا بولايتهما، ومعاداة أعدائهما،
وإن كان ما بين الثرى إلى العرش ذهباً يتصدق به في سبيل الله، فتلك البشارات التي
تبشّرون بها)[1]
[الحديث: 499]
قالت فاطمة عليه السلام لرسول الله a: (يا أبتاه،
أين ألقاك يوم الموقف الأعظم، ويوم الأهوال، ويوم الفزع الأكبر؟). قال: (يا فاطمة،
عند باب الجنة ومعي لواء الحمد، وأنا الشفيع لأمتي إلى ربي، قالت: (يا أبتاه فإن
لم ألقك هناك؟!). قال: (القيني على الحوض وأنا أسقي أمتي، قالت: (يا أبتاه إن لم
ألقك هناك؟!). قال: (القيني على الصراط وأنا قائمٌ أقول: (رب سلّم أمتي!). قالت: (فإن
لم ألقك هناك؟). قال: (القيني وأنا عند الميزان أقول: (ربّ سلّم أمتي!). قالت: (فإن
لم ألقك هناك؟). قال: (القيني على شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي، فاستبشرت
فاطمة بذلك، صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها)[2]
[1] بحار الأنوار: 7 /306، عن: تفسير الإمام
العسكري.