ومنها شهادة كل من له علاقة بالعمل أو
الشخص الذي يريد الشهادة له أو عليه، كما قال تعالى عن شهادة الأرض التي مارس
عليها العامل عمله: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾
[الزلزلة: 1 - 5]
3. من تجليات العدالة الإلهية في أرض
المحشر ما وضعه الله تعالى من قوانين ترتبط بحساب عباده على أعمالهم، ومساءلتهم
عليها، بحسب الظروف التي أتيحت لهم، والإمكانيات التي كانت في طاقتهم، وإتاحة
الفرصة لهم، ليجيبوا على ما يطرح عليهم من أسئلة، والاعتذار بما يرونه من معاذير،
بل يمكنهم أثناء الحساب أن يستدعوا من شاءوا من الشهود، أو ممن يرضى بالدفاع عنهم.
وطبعا،
فإن العدالة المطلقة في الآخرة تستدعي دراسة كل قضية، وبكل تفاصيلها، والحيثيات
المحيطة بها، وتعالج القضايا جمعيا، وبكل سرعة، وليس مثل محاكم الدنيا التي تتسم
بالبطء والضعف الشديد، والذي قد يستغله المخادعون في التفلت من أحكامها، وقد قال
تعالى مشيرا إلى ذلك: ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ
اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [إبراهيم: 51]، وقال: ﴿الْيَوْمَ
تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ﴾ [غافر: 17]
ففي
هاتان الآيتان الكريمتان إشارة إلى كل ذلك؛ فالحساب الإلهي يشمل كل
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155