[الحديث: 811] عن الإمام الحسن أنه مر في مسجد رسول الله a بحلقة فيها قوم من بني امية،
فتغامزوا به، وذلك عند ماتغلب معاوية على ظاهر أمره فرآهم وتغامزهم به، فصلى
ركعتين ثم قال: (قد رأيت تغامزكم أما والله لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين، ولا
شهرا إلا ملكنا شهرين ولا سنة إلا ملكنا سنتين، وإنا لنأكل في سلطانكم، ونشرب
ونلبس ونركب، وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون)، فقال له رجل: فكيف يكون ذلك
يا أبا محمد؟ وأنتم أجود الناس وأرأفهم وأرحمهم، تأمنون في سلطان القوم، ولا
يأمنون في سلطانكم؟ فقال: (لأنهم عادونا بكيد الشيطان، وكيد الشيطان ضعيف،
وعاديناهم بكيد الله وكيد الله شديد)[2]
رابعا ـ ما ورد في الفتن
الناتجة عن عدم مراعاة الإمامة والامتداد الرسالي:
وهي أحاديث كثيرة تخبر عن الانحرافات التي تقع فيها الأمة بسبب تضييعها
لوصايا نبيها a،
وهي لا تختلف كثيرا عن شبيهاتها في المصادر السنية، والفرق الوحيد بينهما أن
التركيز فيها حول سبب تلك الفتن، وهو تضييع أمر الإمامة، وتحويلها إلى غير أهلها،
ولذلك تذكر أن انجلاء الفتن يكون بعودة الأمة إلى الإمامة، والذي يتحقق بكماله في
العصر الذي يظهر فيه الإمام المهدي.
وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من أن الإمامة هي
التي تعصم الأمة من الفتن ومظاهرها، وأنه في حال عدم الاعتراف بها وتفعيلها يسهل
على المندسين أن يحرفوا
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(156)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 9 ص 189
الخطبة رقم(156)، وكنز العمال: ج 16 ص 183- 197 ح 44216.