[الحديث: 469] من أقواله في ذكر التهديدات التي كان يتعرض لها بسبب
مواقفه من الفتنة: (إن بني أمية تهددني بالفقر والقتل، ولبطن الأرض أحب إلي من
ظهرها، وللفقر أحب إلي من الغنى)، فسأله بعضهم عن سر تلك التهديدات، وقال له: يا
أبا ذر ما لك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك؟ فقال: (إني أنهاهم عن الكنوز)[2]
[الحديث: 470] وروي أن رجلا أتاه فقال: إن مصدقي عثمان ازدادوا
علينا، أنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا؟ فقال: (لا، قف مالك، وقل ما كان لكم من حق
فخذوه، وما كان باطلا فذروه، فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة)، فسمعه
بعض القرشيين، فقال: (أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟)، فقال: (أرقيب أنت علي؟
فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة ههنا، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول
الله a قبل أن تحتزوا
لأنفذتها)[3]
[الحديث: 471] وروي أنه دخل مجلسا، فوجدهم يقتسمون مالا لبعض
الأثرياء، وكان في المجلس كعب الأحبار، وبدل أن يسألوا أبا ذر، وهو صاحب رسول الله
a، وتلميذه، راحوا يسألون كعبا،
فقالوا: ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه ويعطي في السبل ويفعل ويفعل؟
فقال كعب: إني لأرجو له خيرا، فغضب أبو ذر ورفع العصا على كعب، وقال: (وما يدريك
يا ابن اليهودية؟ ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء
من قلبه)[4]