نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
بناء
على هذه الأحاديث وغيرها، رأينا أنه يمكن تقسيم الفتن إلى خمسة أنواع كبرى، وذلك
بحسب الموقف من وصايا رسول الله a المرتبطة بالعترة، ذلك أنه a أخبر أن الأمة لو
تمسكت بهم، لأمنت من الفتن، وهو ما يدل على أن كثرة الفتن وأنواعها مرتبطة بمدى
ذلك التمسك؛ فكلما كان العزل لهم أكثر، والتفريط فيهم أعظم، كانت الفتن أشد، وهذه
الأنواع هي:
الفتنة
الأولى: وهي التي يمكن تسميتها فتنة [عزل العترة]،
وهي مع كونها أخف الفتن من حيث مظاهرها، لكنها كانت الأساس الذي قامت عليه كل
الفتن بعدها.
الفتنة
الثانية: وهي تطورت فيها المواجهة مع العترة إلى
إعلان الحرب عليها، وقد حصل بسبب ذلك تسلط المستبدين الظلمة، لينحرفوا بقيم الدين
إلى ما يتناسب مع طبيعتهم.
الفتنة
الثالثة: وهي التي استعملها أصحاب الملك العضوض في
قتل العترة والموالين لها، وعدم الاكتفاء بالتضييق الحسي عليها.
الفتنة
الرابعة: وهي الفتن المرتبطة بوهن الأمة وضعفها
وارتدادها عن قيم دينها.
الفتنة
الخامسة: وهي الفتن الكثيرة المرتبطة بآخر الزمان،
والتي تنتهي بقيام الساعة.
وسنذكر
في هذا المبحث ما ورد من أحاديث حول الفتن الأربعة الأولى، أما ما يرتبط بعلامات
الساعة؛ فسنذكرها في محلها من هذه السلسلة.