نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 214
قلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: فيكسر
الباب أو يفتح؟ قال: قلت: بل يكسر، قال: ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا، قال فقلنا
لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة، إني حدثته
حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب؟ فقلنا لمسروق سله، فسأله
فقال: عمر[1].
وقد أسيء فهم هذا الحديث؛ حيث توهم
البعض أن الجيل الذي نشأ في عهد الخليفة الأول والثاني كانا بمنجاة من الفتن، وهذا
غير صحيح، ذلك أن الأحاديث تشير إلى أن الفتن والاختبارات الإلهية لا تعفي أي جيل
من الأجيال، حتى الجيل الذي كان فيه رسول الله a، وعاش معه؛ فقد ذكر الله تعالى تلك الاختبارات
الكثيرة التي سقط فيها من زعموا اتباعهم لرسول الله a، لكنهم تخلفوا عنه أحوج ما يكون إليهم، كما ذكر
ذلك في سورة التوبة.
ولهذا؛ فإن هذا الحديث يخبر فيه
حذيفة بأن الفتنة الثانية، والتي هي أشد من الأولى، ستبدأ بعد عمر، ولا يعني ذلك أن
عمر ومن قبله لم يكونوا يعيشون في ظلال فتنة أخرى.
[الحديث:
446] قول
حذيفة: سمعت النبي a
يقول: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة
سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين على أبيض مثل
الصفا فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادٌ كالكوز مجخيا لا
يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)، وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن
يكسر، قال عمر: أكسرا
لا أبا لك، فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قال: لا بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ
يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط، قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك! ما أسود مربادٌ؟قال:شدة