نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13
من الجانب السياسي.. ذلك أنهم
يمثلون الهداية النبوية ويطبقونها في تلك الجوانب.
لكن النصوص المقدسة الكثيرة تشير
إلى أن إمامة الأئمة للجانب السياسي تفتقر للقابلية الشعبية؛ فإن لم تتحقق، أو رغب
الناس عن حكم الأئمة لهم؛ فإن ذلك يعفيهم من هذا الجانب، ليبقى الجانب الأساسي،
وهو جانب الهداية والتوجيه والبلاغ عن الله وتوضيح حقائق الدين في كل الجوانب بما
فيها الجانب السياسي.
وهذا ما يزيل كل الإشكالات التي
يطرحها من لم يفهم تلك النصوص المقدسة؛ فيتصور أن إمامة الإمام قاصرة على توليه
لمسؤولية الخلافة، ولهذا نجد الصوفية في المدرسة السنية يذكرون هذا الاعتبار؛
فيقسمون الخلافة إلى قسمين: ظاهرة وباطنة.. ويذكرون أن الإمام علي، وغيره من
الأئمة، تولوا الخلافة الباطنة.
بناء على هذا سنحاول في هذا الكتاب
جمع الأحاديث الموضحة لمصاديق هذه المعاني والمؤكدة لها، والتي تنبع جميعا من حرص
رسول الله a على هذه
الأمة، لا في جيله الذي عايشه فقط، وإنما في جميع الأجيال، وقد رأينا أنه يمكن
تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول: ما ورد حول
الإمامة وأهلها وشروطها:
وهي الأحاديث التي يبين فيها رسول الله a بالتلميح والإشارة، أو بالتصريح والعبارة، المصاديق الذين ينطبق
عليهم ألقاب الأئمة والخلفاء والورثة، حتى تجتمع الأمة عليهم، وتحفظ نفسها من
الفرقة والخلاف بسبب التوزع على أئمة كثيرين مختلفين.
وبما أن هذه القضية من أكبر القضايا
التي وقع فيها الخلاف في الأمة؛ فقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى ناحية مهمة
جدا، ربما يكون اعتبارها المعيار الأول في تحديد مصاديق الأئمة، فالله تعالى يعطي
أهمية خاصة لذرية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويبين أن لهم مكانة كبيرة لا من
الجانب العاطفي فقط، وإنما من الجانب العملي أيضا، باعتبار أن
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13