نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
الفصل الثاني
أئمة
الهدى وأوصافهم في المصادر الشيعية
وهي أحاديث كثيرة جدا يوضح فيها
أئمة الهدى المعاني والمصاديق المرتبطة بما ورد في المصادر السنية من الحديث عن العترة
الطاهرة وأدوارها في حفظ دين الأمة ووحدتها، وسلامتها من الفتن والتحريف،
والمستقبل المشرق الذي ينتظرها، والأدوار التي عليها القيام بها تمهيدا لذلك.
ويمكننا أن نقول جازمين، أن هذه
الأحاديث التي سنوردها، والتي لا نرى مثلها في تراث أي مذهب من المذاهب هي وحدها
من يعطي التفسير الواقعي لتلك الأحاديث النبوية، وإلا كانت مجرد نبوءات ووصايا ليس
لها أي سند واقعي.
فكل هذه الأحاديث التي سنوردها تؤكد
أن أئمة الهدى من العترة النبوية الطاهرة، وكلهم يدعون إلى تحكيم الإسلام في كل
شؤون الحياة، ابتداء من الجانب السياسي، وكلهم قدموا التضحيات في سبيل ذلك، وكلهم
واجهوا التحريف بمختلف أشكاله، وكلهم واجهوا ما واجهه الأنبياء من التشويه
والمنحرفين والغلاة.
وهم بذلك ينطبق عليهم قوله تعالى: ﴿
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا
بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]؛ والتي تجمع بين العلم والتضحية التي
تدعو إلى الصبر.
وعندما نطبق تلك المقاييس على أئمة الفقه والعقائد والتفسير والحديث
وغيرها، والذين كان لهم أتباع كثيرون، لا نجد تلك المصاديق تنطبق عليهم، وبأي صورة
من الصور، لأن أكثرهم، أو كلهم كانوا مداهنين لحكامهم، ولم يكونوا يفكرون أبدا في
حاكمية
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124