نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90
لخَلاص والتخلص
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [الخَلاص والتخلص]، وأقصد بهما ما وردت الإشارة إليه في مواضع من
القرآن الكريم كقوله تعالى حكاية عن المجرمين عندما يعاينون فضل الله تعالى على
المؤمنين: ﴿ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)
لَكُنَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات: 168، 169]
وقوله حكاية عن الشيطان وتهديده لبني آدم، واستثنائه المخلَصين منهم: ﴿رَبِّ
بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39،
40]، ورد الله تعالى عليه بعد ذلك بقوله: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ [الحجر:
42]
وقوله عن السبب الذي خلّص يوسف عليه السلام من تلك الفتنة العظيمة التي
تعرض لها: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24]
وقوله في مواقف البشر من الهداة الذين أرسلهم الله إليهم: ﴿وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ﴾ [الصافات: 72 -
74]
وقوله عن أحوال الناس في عرصات القيامة، وخلاص المخلصين بينهم: ﴿
إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ﴾ [الصافات:
38 - 40]
وكل هذه المواضع تشير إلى شرف تلك الهبة الإلهية العظيمة هبة [الخلاص
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90